أبطال الملاحم
ما تزال ملاحم معارك التحرير في الساحل الغربي تلهم الأجيال وترسم طريق المستقبل المشرق بالحرية والكرامة لكل يمني وجد بلاده يوما حبيسة مليشيا إمامية الهوى فارسية الهوية.
تلك المعارك كشفت زيف ادعاء مليشيا الحوثي القوة، وكشفت للعالم واليمنيين هشاشة تلك المليشيا رغم دعمها وتعزيزها بخبراء مليشيا حزب الله اللبنانية، والحرس الثوري الإيراني وأسلحته.
أربع سنوات منذ انطلاق المقاومة الوطنية وثقت الكثير من الملاحم والبطولات التي سيأتي اليوم الذي تكون فيه مادة للأجيال في بطون الكتب والمؤلفات.
أبطال لا يشابههم أحد، منهم من لقي ربه، ومنهم من لا يزال يسطر الكثير من البطولات بعد أن تركوا أسرهم وحياتهم خلفهم وهبوا دفاعا عن شعب ذاق كل أنواع الظلم والإجرام من أحقر عصابة عنصرية إرهابية على مر العصور.
لم يعرف أبطال المقاومة الاختباء بل كانوا -ولا أبالغ- يركضون على أقدامهم وهم يلاحقون عناصر المليشيات، ومعركة معسكر خالد و"تبة البرج" خير شاهد على هذه البطولات، وحتى الوصول إلى مدينة الحديدة.
ولا تزال المواد الموثقة التي تم ضبطها بعد التحرير مع عناصر حوثية تتحدث عن أغرب وأعنف هجوم شاهدوه حينها، وصفوه بالزحف غريب الأطوار.
عندما نتباهى بهذه القوة الصامدة والوطنية فلنا الحق في ذلك، فمن ترك أسرته وقرر الالتحاق بالكفاح المسلح في ظل ظروف شديدة التعقيد بعد استشهاد الزعيم علي عبد الله صالح في الثاني من ديسمبر فهو من الأبطال الفدائيين وليس مجرد مقاتل فحسب.
قرر الجميع الانطلاق واستمرار ثورة ديسمبر رغم كل الصعوبات الأمنية التي وضعتها المليشيا في كل الطرقات والتي لم تمنع الأبطال من الالتحاق بقائدهم العميد طارق صالح مؤمنين به قائدا وبصدق قضيته التي هي قضية الحرية والكرامة.
إيمان الجنود بقائدهم وقضيتهم كان الحافز الأكبر في انطلاق كل فرد من أفراد حراس الجمهورية، والدافع للمضي نحو معركة الشعب المقدسة، وها هو الساحل الغربي يزهو بكل الحياة والاستعداد لمعركة الخلاص وتحرير صنعاء التي يراها البعض بعيدة وهي اليوم أكثر قربا من أي وقت مضى.
