جميعنا تابع مؤتمرات المانحين الأخيرة والسابقة ومليارات الدولارات التي تقدم مساعدة لليمن في هذه المؤتمرات. للأسف كلها تذهب للأمم المتحدة التي تلعب دور الوسيط لإيقاف نزيف الدم في هذه الحرب كما تدعي ولكن للأسف الواقع مغاير تماماً فدور الأمم المتحدة الحقيقي على الأرض هو إطالة أمد الحرب أقصى ما تستطيع من خلال الانحياز لمليشيات الحوثي وتقويتها عندما تنهار بعض جبهاتها وتسقط بيد الجيش والمقاومة الأبطال لكي تستفيد هي ومنظماتها من عائدات مؤتمرات المانحين. 
 
فالأمم المتحدة تأخذ نصيبها من عائدات هذه المؤتمرات وتوزع على المنظمات التابعة لها جزءاً منها أيضاً على اعتبار أن هذه المنظمات هي المسئولة في اليمن عن الغذاء والصحة والحماية والتعليم والإصحاح البيئي والطفولة وو... إلخ. وكل هذا ضحك على الدقون واستخفاف بإنسانية الإنسان اليمني. 
 
ولو عملنا تقييما حقيقيا لعمل هذه المنظمات في اليمن وفقاً للواقع الملموس لوجدنا أن هذه المنظمات تسخر 90% من المبالغ المعطى لها ميزانيات تشغيلية لها كرواتب وإيجارات ودورات ونثريات ووو... إلخ. و10% فقط على الأكثر ما يستفيد منه المواطنين اليمنيين سواءً كانوا نازحين أو مجتمع مضيف.
 
وللأسف هناك ما يقارب 10 آلاف نازح تهامي في محافظة عدن يسكنون خارج المخيمات لم يتم استهدافهم من قبل منظمة الغذاء العالمي WFB. كان آخر مسح لها في عام 2016م عن طريق شريكها المنفذ الإغاثة الدولية أي قبل موجات النزوح التي شهدتها محافظة الحديدة بعد هذه الفترة، وأكتفت هذه المنظمة بالمخيمات فقط التي لا تمثل 10% من إجمالي عدد النازحين في عدن، وكذلك في أبين ولحج وغيرها من المحافظات التي نزح إليها النازحون. أليس هذا هو الظلم بعينه؟!
 
في حين برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن UNDB ينزل في موقع يمن HR مناقصة توريد طعام للكلاب الخاصة بالموظفين العاملين في اليمن الذين اصطحبوها معهم من بلدانهم للاهتمام بها ورعايتها وتوفير غذاء صحي لها.
 
ألهذه الدرجة وصل بهم الاستخفاف والوقاحة بشعبنا اليمني العظيم الذي تكالبت عليه الظروف وتآمر عليه المتآمرون الذين يعيشون في رغد العيش وأرصدتهم بازدياد. 
 
إنهم يهتمون بكلابهم وينسون النازحين الذين يتغنون بهم وبخدمتهم. وصدق الشاعر حين قال : تموت الأسود في الغابات جوعاً ... ولحم الضأن تأكله الكلابُ
حسبنا الله ونعم الوكيل. رفعت الأقلام.
 
* عضو لجنة الإغاثة بمحافظة الحديدة

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية