تُمثّل صنعاء أكثر من عاصمة إدارية؛ فهي قلب الدولة اليمنية، وعنوان السيادة، ومركز القرار الوطني. وعلى امتداد التاريخ، كانت صنعاء مقياس حضور الدولة وهيبتها، وفي واقع الصراع الراهن تتجلى الحقيقة بوضوح: لا جمهورية بلا صنعاء، ولا مشروع دولة دون استعادتها من قبضة الانقلاب الحوثي.

فالمعركة الدائرة اليوم ليست نزاعًا على سلطة أو نفوذ، بل صراع وجود بين مشروع جمهوري وطني يسعى لبناء دولة المواطنة والمؤسسات، ومشروع سلالي طائفي تمثله عصابة الحوثي، يقوم على الإقصاء ونسف أسس الدولة الحديثة. ومن هنا، فإن كل من يرفع راية الجمهورية، فمعركته الحقيقية هي معركة صنعاء.

لقد جاءت دعوات القائد الجمهوري طارق محمد عبدالله صالح لمواجهة الانقلاب وتحرير الشمال واستعادة عاصمة اليمن، بوصفها موقفًا وطنيًا نابعًا من قراءة دقيقة لطبيعة الصراع ومساراته. فهي ليست خطابات عاطفية، بل رؤية واضحة تؤمن بأن استعادة صنعاء تعني استعادة القرار الوطني، وعودة مؤسسات الدولة، وإنهاء مشروع الانقلاب من جذوره.

إن معركة صنعاء ليست خيارًا مؤجلًا، ولا ملفًا قابلًا للمساومة، بل استحقاق وطني يختبر صدق المواقف. فإما الاصطفاف الصريح مع مشروع الجمهورية واستعادة الدولة، أو البقاء في دائرة التردد التي تخدم الانقلاب وتمنحه مزيدًا من الوقت لترسيخ مشروعه.

كما أن إطالة أمد الصراع دون حسم هذه المعركة ترفع كلفة التحرير، وتعمّق اختراق الانقلاب للمجتمع والدولة، ما يجعل المواجهة أكثر تعقيدًا وخسارة. ولهذا، فإن توحيد الصف الجمهوري، سياسيًا وعسكريًا وقبليًا، بات ضرورة لا تحتمل التأجيل.

إن دعوات القائد طارق صالح، والنهج الوطني الذي تتبناه المقاومة الوطنية، تمثل نداءً جامعًا لجميع الأحرار الجمهوريين لتجاوز الخلافات، والتركيز على الهدف المركزي: استعادة الدولة عبر صنعاء. فالجمهورية لا تُستعاد بالشعارات، بل بالفعل ووحدة الصف والعمل المنظم.

والخلاصة التي لا تحتمل التأويل: من كان مع الجمهورية حقًا، فعدوه الحوثي، ومعركته صنعاء.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية