(1 )
 
الغريب أنني مثلا لو كتبت منشورا أنتقد فيه - انتقاد وليس إساءه- هادي أو واحدا من أولاده أو الشرعية رغم خطاياها أو الجيش الوطني أو الإصلاح  أو حتى الانتقالي أو أي قائد أو طرف من الأطراف المواجهة للحوثي يدخل علي طارق صالح رافضا ومحذرا ويقول لي "اشتحط أنت وهذه البعاسس" حتى لو كان يعرف أن من انتقدته يكن له العداء والكراهية، أو أن الذي قلته فيه صحيحا وليس كذبا.
 
وما يفطر القلب أن بعض أولئك، وخصوصا المقربين من دائرة الرئاسة ومستشاريها وحولها وحول بعض قيادات الشرعية العقيمين فكرا وقضية، يدفعون فلوسا كالأرز ويعتمدون مرتبات وامتيازات مقابل، فقط، أن تشتم طارق عفاش، أو عفاش  رحمه الله.
 
ويطلع عليك مريض ليقول لك: لماذا  تحترم طارق؟  يا أخي رجل دولة، صاحب قضية، كبير بحجم قضيته، ليس محدث سلطة لا يعرف كيف يستخدمها، أو محدث نعمة لا يعرف كيف يصرفها. ليس كالذي يحصل عليهما بخبطة حظ وصدفة، ما عند أمه قضية ولا هدف رغم كبر منصبه وألقابه الوظيفية وكثرة فلوسه لكنه صغير بعقليته وقضيته ومستواه السياسي، لهذا فإن كل ما يقدر عليه هو أن يستخدم سلطته ويصرف فلوسه للمتسولين والمترزقين ممن يناسب مستواهم وأهدافهم مستواه وأهدافه ويعتمد لهم مرتبات وامتيازات من أجل، فقط، أن يدخلوا مواقع التواصل ويشتموا له الأطراف والأشخاص الذين لا يرتاح لهم، حتى لو كانوا يقاتلون من أجل كرامته ولهم تأثيرهم وشعبيتهم وحضورهم ومكانتهم.  
 
بدلا من استمالتهم وتقريبهم منه لدعم أركان سلطته ومعركته يدفع أموالا ويصرف مناصب لأشخاص معروف للجميع أنه يقف خلفهم للإساءة للآخرين وتخوينهم وشتمهم واستصغارهم ليوسع دائرة احتقار الناس له ودائرة أعدائه ودائرة سقوطه، أما المستهدفون فهم أصحاب قضية، وصاحب القضية لا يسقط.
 
(2 )
 
الله يرحمك يا عفاش، كان يقول: أنا رئيس الإصلاح والاشتراكي والناصري والسلفي والكل مسئول مني، لست رئيسا للمؤتمر والمؤتمريين فحسب، رئيس ومسئول عن شعب، مسئول عن خصومي والمعارضين لي قبل أنصاري.
 
وسلام الله على بيت عفاش، تدخل مقيل (مجلس) أحدهم أو تذهب لمقابلته، فتلقى الذين  ينتقدونهم ويعارضونهم وليسوا متفقين معهم عندهم أو حاضرين مجلسهم أكثر من الموالين لهم.
 
 شخصيا بدأت أتململ من العميد طارق بسبب أن من كانوا معارضين له وواقفين ضده ومن كل الأطراف أصبحوا ملتفين حوله ومقربين منه أكثر منا نحن الذين معه، لكن في نهاية الأمر  هذا ليس إلا دليلا على أنه حقا رجل دولة يتقبل الجميع، وقيادي صاحب هدف وقضية كبيرة اسمها اليمن وليس صاحب رؤيه ومشروع صغير لا يتجاوز أقدامه.
 
(3)
 
الجماعة من الممكن أن يعطوا أحدهم منصب وزير ويعتمدوا له راتبا قدره عشرين ألف دولار وهو شخص ما له أية قيمة، أو يصرفوا ملايين الدولارات على مراكز إعلامية وقنوات وناشطين من أجل أن يشتموا لهم الآخرين، وليس الأحياء فقط حتى الموتى لدرجة أنهم يصرفون ملايين لأناس يشتمون لهم عفاش وإنجازات عفاش الذي مات شهيدا، قسما بالله إنها لحقيقة، والكارثة أنهم تاركون المقاتلين الذين  بالجبهات والرجال الذين بإمكانهم خدمة قضيتهم، وتاركون كم من هامة قبلية ووطنية وعسكرية وثقافية وعلمية وأكاديمية، وكم من مناضل ضحى بكل شيء في مقاتلته للحوثي وفي سبيل قضيته، وكم من بطل وجريح ضحى بروحه ودمه رموا بهم كلهم لا يجدون ما يأكلون دون أي اعتبار لتضحياتهم، فيما يصرفون ملايين الدولارات على أناس تافهة وأعمال ومشاريع سخيفة لا تتجاوز شتم وسب الآخرين والإساءة والاحتقار والاستصغار لتضحيات من يقاتلون من أجل قضيتهم وهدفهم المعلن، وليتهم صرفوها من أجل معاناة الناس ووجعهم، بل وحتى من أجل شتم وسب الحوثي وجرائمه وانتهاكاته ومشروعه.
 
ويقولون لك إنهم رجال دولة تركن إليهم في استعادة بلد وحكم شعب وتأتمنهم على ثرواته وخيراته، علي الحرام أنه كبير عليهم حتى العمل بوابين في عمارة،مع احترامي لكل بواب عمارة يعمل ليعول نفسه وأسرته بجهد وكد وشرف.
 
يقول لك لماذا تحترم طارق؟.
ببساطة،لأنه صاحب قضية، يلتف حوله خصومه قبل أنصاره، يقرب الجميع، لديه وجهة وهدف، مترفع عن الصغائر والتفاهات، لا يسيء لأحد، رجل دولة وقائد وجندي مقاتل. 
 
قسما بالله العظيم لو مددتم أيديكم له ولقواته ما بقي شبر واحد تحت سيطرة الحوثي، ومثلما تحكمون الآن المناطق التي تتواجد فيها قواته ستحكمون أي منطقة غيرها تتحرر، لأن طارق صالح ليس زعيم عصابة و"متهبش" جبايات وضرائب قات وإيرادات.
 
 رجل دولة يعرف ما تعني الدولة ومؤسساتها، ورغم هذا لم يسلم من محاربتكم له وعداوتكم وسعيكم الحثيث لإزاحته والقضاء على قواته التي ينتمي مقاتلوها لكل اليمن ومن كل الأطراف والانتماءات، وتقاتل وتضحي بخيرة رجالها من أجل قضيتكم وبلدكم ومن أجلكم وأجل سلطتكم قبل غيركم، ومع هذا تصرفون أموال السلطة وتستخدمون مناصبها لشراء الرخيصين من أجل الإساءة لهذه القوة ولتضحياتها، على رغم أن هذه القوة وقائدها يمدون لكم أذرعهم ويقولون لكم: لستم أعداءنا، نحن وأنتم قضية واحدة ومعركة واحدة ومصير واحد وهدف واحد، كونوا أنتم القائد ونحن جميعا مقاتلون. لكن الصغير يبقى صغيرا.
 
اللهم إني صائم..

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية