"التضحية والوطن".. من وحي تهنئة طارق صالح لنجله المعتقل
يتذكر العميد طارق صالح نجله المسجون في معتقلات الحوثيين بنوع من الأسى والفخر، يكتب في ذكرى ميلاد عفاش طارق عبارات الشوق الوطني الخالص لصديقه ورفيقه ونجله البعيد من المكان والقريب من القلب والذكريات، رجل من أبناء الدولة، واسم من روح المؤسس الجمهوري الخالد، إنها نوع من التضحية القاسية والعظيمة، ولكنها الأسمى والأعلى والأعظم، تضحية القادة بأنفسهم وأبنائهم وببقايا أحلامهم في الحياة، تضحيات الأبطال في أوقات المقارنة بين الذات والوطن، لينتصر الولاء الخالص للوطن على حساب المراهنات المرتبطة بالروح والفؤاد، هذه النماذج المشرفة قليلة جدًا في واقعنا اليمني وتاريخنا العربي والسياسي، قائد عسكري يقضي حياته في خدمة الدولة، وحين تتغير الظروف، يعود مجددًا ليكون مقاتلًا في سبيل إعادة الدولة والمؤسسات، متنازلًا أمامها عن عواطفه البشرية والقاسية في سبيل الغاية الأسمى والهدف الوحيد، ومن أجل الشعب والوطن يسير بهامته أمام الجموع لا يرضخ ولا يتنازل للابتزازات المبنية على الإرغام السياسي الوضيع.
إن السلطة والقيادة مرتبطة في عقول البشر والتجارب التاريخية بالصلاحيات والامتيازات والثروات والحياة الباذخة، لكنها في حياة هذا الرجل "طارق صالح" نوع من التضحية بالروح والابن والاستقرار الشخصي، نوع الصراع الحتمي من أجل الغاية المقدسة للمبادئ والقيم والحريات، قدسية الدولة والجمهورية والمؤسسات، دولة المؤسس اليمني الأول، مؤسس الشكل الجمهوري الديمقراطي التنموي الخالص، دولة الشعب والعدل والمساواة، دولة النظام الاجتماعي المتوازن، والخدمات المعيشية الضرورية، هذا هو الهدف الواضح في حياة القائد المجدد، والحلم الباقي، والرجل القادم بعد عقد زمني ذاق فيه اليمنيون أسوأ أشكال الظلم واليأس والتنكيل.
رأيناه؛ طارق صالح، يقدم هذه الأولوية دائمًا، في معظم خطاباته وعباراته، ليذكّر الناس بها، وبأهداف الحرب الوجودية القائمة، حرب البقاء أمام الزوال، حرب الجمهورية أمام الإمامة، حرب الدولة أمام الكهنوت، وحرب المستقبل في مجابهة الضياع والاحتكار، لهذا فإن مليشيا الحوثي تدرك جيدًا بأن طارق صالح هو التهديد الوجودي لسلطتها وأحلامها بالبقاء، وأمامه يخافون من مجرد مرور اسمه بأسماعهم، اسم الرجل الذي يحمل في قلبه الدولة، وشكل الدولة، وغاية الدولة، ومنها خُلق وعاش وقاد، الرجل الأخير في أمنيات اليمنيين، المُخلص والمنقذ برداء النظام الجمهوري العظيم، يدركون حقيقة الرجل وحجمه اليمني في قلوب المواطنين، وأمامه يحتفظون بكل الأوراق الممكنة لمحاولة الضغط عليه أو إرغامه، بطرق منزوعة الأخلاق والمبادئ والممارسات السياسية النزيهة، لكنهم ولأجل بقائهم في السلطة سيستعينون حتى بالشيطان ذاته لينقذهم من جحافل القادمين من مطلع الشمس خلف رجل عسكري شديد البأس والذكاء.
اليمنيون مروا بظروف ومحطات جعلتهم يعرفون تفاصيل القادة والتضحيات، يعرفونها جيدًا، ويعلمون حقيقة القادة الذين تنازلوا عن أنفسهم وأبنائهم لأجل غايتهم الخالصة، لأجل الشعب والوطن، وفداءً لكل المقدسات، الجميع يعلم هذا، ويعلمون حكاية معتقلي آل عفاش في سجون الحوثيين، ومعهم يترحمون على ذكرى رئيسهم اليمني السابق، الرئيس علي عبدالله صالح، يتذكرون أحفاده الذين أسماهم بنفسه، ورباهم بيديه، وغرس فيهم مبادئ الدولة والأخلاق والجدارة، وفي كل مرة من ذكراهم أجمعين، يجددون العهد والولاء، والامتنان للقائد الحِميَري العفاشي، ولنجل شقيقه ونجل ابن شقيقه المعتقلَيْن، ومع امتنانهم يقولون بأصواتهم وقلوبهم، رحمة الله على جدهم اليمني الحميري الخالد، رحمة الله على الروح اليمنية العظيمة، فخامة الرئيس علي عبدالله صالح.