حتى البردوني العظيم يخرجونه من أصله، وعلينا الدفاع عنه، فهذا الوطن وطن عبدالله البردوني، فدافعوا عنه..
 
الجماعة التي قتلت كل شيء ومزقت كل شيء طالت جريمتها الصورة الأقدس لعبدالله البردوني.
 
هم لا يحبون البردوني بل يريدون تهشيم صورته، وإن كانت حتى الدواوين هذه والكتب تخصه ولم يُدلس فيها ويُكذب عليه فليس من المنطق أن الحوثية تتكفل بالنشر طالما وهي جماعة مدانة من عموم المجتمع اليمني ولا يجب السماح لهؤلاء الهمج بتصدر ذلك، ولمن المعيب أن نسمح لهم ونتجاهل هذا القتل المريع لشخص البردوني، فعندما يسبق اسم محمد علي الحوثي وبالصفحة الأولى اسم البردوني فهنا يموت البردوني ويتضاءل ويصبح لا شيء، فمحمد علي يليق به أن يشرف على إصدار كتب الوحشية والدم والهدم واللصوصية ونهب الأراضي والأوقاف وليس البردوني.
 
البردوني هو الجامع الوحيد لهذا الشعب والمتعالي بوجوده وشِعره على الإثنيات والمذاهب، وله رؤيته الخاصة والعامة في آن، لكنه لم يكن خمينياً ولن يكون، وحتى موقفه من النظام السعودي موقف مرحلي كموقف بلد آنذاك بخلافات ودية بين أشقاء ويمثل موقفنا جميعنا آنذاك ويختص بالوقت ذاته، وجرجرة الموقف المحدد ذاك إلى هذا الموقف الحالي والصراع العربي الإيراني باسم البردوني خدمة للكهنوت وتجيير الموقف المرحلي لموقف أشمل، وهذه تصيب معركتنا التي هي بدعم الأشقاء بمقتل وتمنح الكهنوت صبغة وطنية بلسان البردوني..
 
البردوني هامة وقامة وذاكرة جمعية لليمنيين ولا يستهان به ومثله كشكسبير لبريطانيا وطه حسين لمصر والسياب للعراق ودرويش لفلسطين وسميح القاسم وشعراء وكُتاب وذوات كبرى، ولا يمكن أن تسمح مصر بالنيل من طه حسين.. ستنتفض مصر كلها دفاعاً عن المصري الأول والملهم الكبير والذي يعتبر ترجمة لذاتية مصر الكبرى.. وأما الجريمة الكبرى فهو استحضار البردوني ليكون حاملاً حسينياً لدعوة الولاية بكتاب (دم الحسين)، وهذه تعزز التقسيم المذهبي والطائفي ومحاولة إنتاج بردوني مكهنت يخدم الولاية، فللبردوني مكانته، وأقواله خالدة، ولم يخب بأي رأي، وتعززت القناعة بهذه الشاكلة في ذهنية الناس، ومن الجهل السماح لهم بسرقته.. تتذكرون أنهم حذفوا قصائد البردوني من المنهج، وهم الآن سيعيدون القصائد المشتبه فيها والتي تخدم الولاية للمنهج.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية