الحوثي عدوٌّ فاتخذوه عدوًّا
بتوجيهات مباشرة من طهران، رفضت عصابة الحوثي الإجرامية مقترح تمديد الهدنة وتوسيعها، لتغلق باب تخفيف معاناة المواطنين بصرف المرتبات وتخفيف الحصار، وتقطع الأمل بإطلاق الأسرى والمعتقلين.
وبتوجيهات إيرانية تجاوزت عصابة الحوثي رفض الهدنة إلى إطلاق التهديدات للشركات النفطية العاملة في اليمن والسعودية والإمارات، وهذه التهديدات- نظريًّا- تُعتبرُ تهديدًا لمصالح كثيرٍ من الدول، وبلغة القوانين الدولية هي تهديدات للأمن والسلم الدوليين، ولا مصلحة فيها إلَّا لإيران، التي تواجه ضغوطات دولية على جميع المستويات، كما تواجه ثورةً شعبيةً داخليةً تهددُ بإسقاط ملالي النظام الإيراني الكهنوتي المستبد.
وليس جديدًا على عصابة الحوثي التابعة لإيران أن تتحول إلى عقبةٍ أمام كل جهد يسعى لتخفيف معاناة المواطنين، فهذه العصابات هي التي صنعت هذه المعاناة لتركيع الشعب، وهي التي جلبت الحرب والدمار لخدمة إيران، ولا علاقة لعصابة الحوثي ولا اهتمام بمأساة اليمنيين التي أشعلتها وتتاجر بها بكل وقاحة.
وللأسف، هنالك مغفلون وجهلة كُثر، لا يزالون يصدقون أكاذيب ودعايات وزيف هذه المليشيا الإجرامية، ويعتقدون أن عصابة الحوثي تهتم بالكوارث التي جلبتها لليمنيين، ولهؤلاء المغفلين لا بُدَّ من التذكير ببعض شواهد إصرار المليشيا الحوثية على استمرار ومضاعفة معاناة اليمنيين:
تنصلت مليشيا الحوثي من تنفيذ التزاماتها وفقًا لاتفاقية استوكهولم وما تلاها من اتفاقات التهدئة، فحرمت الموظفين من الحصول على مرتباتهم، وعرقلت إطلاق الأسرى على قادة الكل مقابل الكل، وأعاقت فتح المطار والميناء، ورفضت تخفيف الحصار على المدن المحاصرة بفتح الطرقات المتفق عليها.
تستحوذ عصابة اللصوص على المشتقات النفطية التي تدخل من ميناء الحديدة، وتتاجر بها في السوق السوداء، وتبيعها للمواطنين بعشرة أضعاف سعرها.
تحتكر الغاز، وتتاجر به في السوق السوداء، وتستخدمه لإذلال المواطنين والضغط عليهم لمناصرتها، ولحشد أبنائهم إلى محارق الموت.
أقصت موظفي الدولة وأحلت بدلًا عنهم عناصرها ومناصريها، لتسيطر على الوظيفة العامة، وبخاصة في المؤسسات الإيرادية، التي تحتكر إيراداتها على أتباعها.
المنح والمساعدات التي تأتي بها المنظمات من المانحين، تحتكرها عصابة الحوثي، وتستخدمها لتطويع المجتمع وإذلاله.
وها هي اليوم تقابل مقترحات ودعوات تمديد وتوسيع الهدنة ببيانات الرفض والتهديد والوعيد، وتعزز صلفها وحماقاتها بالتصعيد الميداني والخروقات في معظم الجبهات.
وسمعناها من قبل ونسمعها اليوم وسوف نسمعها غدًا تتباكى على المرتبات التي صادرتها وتمنع صرفها، وعلى الحصار الذي فرضته وترفض مجرد التخفيف من حدته وآثاره، وتتاجر بمآسي المواطنين الذين تذيقهم سوء العذاب، وتنهب ممتلكاتهم، وتتاجر بمعاناتهم.
هل أدرك الجوعى والمحاصرون والمنهوبة حقوقهم والمصادرة حرياتهم من الذي يمتهن كرامتهم ويعيق كل جهد لتخفيف معاناتهم؟
أم سيظل هنالك من لا يكل من أكاذيب وخرافات المشعوذين والدجالين والكهنة واللصوص، الذين جلبوا لهذه البلاد وأهلها الحرب والدمار والفقر والمعاناة وكل أسباب الفناء؟
الحوثي كارثة اليمن ومصيبتها وسبب كل مأساتها، وبالتالي هو العدو الأول والأخطر والأقذر لليمن واليمنيين، وما دون ذلك تفاصيل.