من تعز إلى المخا
في الطريق إلى المخا مجتازاً الخمائل والجدائل أحاول النط بلحظة الضوء إلى مدينة قلبي الجديدة، فالمخا موطني وكينونتي الثانية منذ لمتني هذه البلاد الأم وأنا الشارد الطريد قبل سنوات وأصبحت أمي عوضاً عن أمي المحتلة بالكهنة أو لأقل رديفة أمي الأولى وصيرورة وجودي وإن كان من مجد للمقاومة الوطنية أنها منحتني الفساحة ولمت مِزق قلبي المتشظي بين المدن والكوارث ومنافذ شتى كانت تتلقفني لولا الخارطة الوطنية ومركزية الوطن الذي مزقته الحرب فجمعته فكرة نبيلة (المقاومة الوطنية) وانبثقت كفاعلية وطنية متحررة.. المخا مركزية وطنية ثابتة، لها المجد ولكل الحراس.
عن الكدحة
وأنا في الكدحة أثناء المرور إلى المخا وددت التقاط صورة للذين كتبوا وما زالوا يكتبون أن تعز محاصرة من الكدحة عجزت عن إقناع الناس بأن طريق الكدحة مشرع للسالكين من قرابة عام كامل لولا المدلسين الذين همتهم ومهمتهم التحريض ضد المقاومة والقائد.
مللت وأنا أوضح للمدلسين عن الكدحة، وهم يكذبون للتحريض وتشويه طارق بأن الكدحة مغلقة وها هي أمامكم معززة بالصور.
وعن الشجرة
كانت هذه الشجرة على خط الكدحة هي التوثيق الحقيقي للعبور الماجد، من تعز البيرين الكدحة الوازعية والمخا، ولكن لهذه الشجرة حكاية وتحت الشجرة سقط أول شهيد في معركة النفير التعزي وروت هذه الشجرة الأنفاس الأخيرة لبطل أروى بدمه أرض النضال ومن دمه تعالت الشجرة وصارت أشمخ تحدث العابرين عن البطولة والفداء.
وعن القبة الخضراء
كان الكهنوت هنا، هذا اللون الأخضر بسلوكيات المليشيات أصبح ذهنية ووجودا وكينونة في اللاوعي، ونحن لا نكره اللون الأخضر بل أمسى امتداداً للمسيرة الظلامية التي كانت هناك في الكدحة فمن المعيب ولا يليق ببلاد محررة أن تظل رهينة السلوكية الكهنوتية وأفكر هذه المرة وبجدية بأخذ طلاء أبيض وفرشاة لمسح الجذر الكهنوتي من على تلك القبة، فهذا الأخضر ايحاء ببقاء السلوكية.. أحزنني بقاء هذا اللون الذي يعتبر وجودا ناعما للمليشيات الكهنوتية.
عني أنا..
أشعر بالانتماء للمخا، وللحراس، فهذه البلاد تقربني من النضال وتؤثثني بالعظمة، وبالإنجاز في كل المجالات وبسريان الدم والفداء والتضحية.