سلسلة حلقات تنشرها  وكالة 2 ديسمبر، من ملف بعنوان (خرافة الولاية)، وفيما يلي الحلقة الثامنة..

 

1.استحالة ترك الشارع لأمر في غاية الأهمية بحجم خلافة النبي دون معالجة: تندرج هذه الحجة في إطار الحجج العقلية، وهي صحيحة، لكن ليس بالتوجيه الذي يوجهه التشيع الفارسي بأنه عالجها بتخصيص علي بالخلافة، بل إن الشارع الحكيم عالجها بصورة أكثر كمالاً، وتسبق التصور الضيق للتشيع الفارسي بمراحل طويلة، فقد وضع القرآن الكريم أسس سياسية للحكم متوازنة وقادرة على استيعاب أرقى ما توصلت إليه البشرية من نظريات وتنظيمات سياسية، كونها عالجت شأن السياسة والحكم بكل أطرافها في الإطار الداخلي للدولة الإسلامية ، تتوزع هذه الأسس في ثلاثة أركان:

 

- حق المحكوم – وهي في ذات الوقت واجب الحاكم-: العدل، كما تبين آيات قرآنية كثيرة.

- حق الحاكم – وهي في ذات الوقت واجب المحكوم -: الطاعة.

- طبيعة العلاقة بينهما: الشورى، مطلقاً بما في ذلك اختيار الحاكم " وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ " الشورى 38، وفي إدارة شؤون الحكم " وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ" آل عمران 159.

 

وفي إطار هذه المبادئ الثلاثة، وباعتبار السياسة شأناً دنيوياً في معظمه يخضع للمتغيرات، ترك الشارع التفصيلات للاجتهاد البشري فكون أمرهم شورى يعني استطاعتهم استيعاب العمليات الانتخابية المباشرة وغير المباشرة في الأزمنة الحديثة، بل وصيغ المعارضة المختلفة بتنظيماتها المتعددة، فالشورى بطبيعتها تستوعب تعدد الآراء وتنوعها.

 

"وشاورهم في الأمر" بإمكان هذا المبدأ التعاطي مع صيغ الاستفتاء، أو المجالس النيابية والاستشارية المعمول بها حديثاً.

 

2.الإمامة والنبوة: الإمامة هي محور الفكر الشيعي الذي تتركز عليه بقية المقولات وتدور حوله. وهي أيضا الإشكالية الأساسية لهذا الفكر لجهة إمكانية العثور بسهولة على المصادر غير الإسلامية لفكرة الإمامة المحورة من ديانات سابقة على الإسلام وتكييفها مع مصطلحات قرآنية، ولجهة هشاشة المستندات الداعمة للفكرة من القرآن الكريم وتوجيهها التعسفي ناحية المقولة الإمامية.

 

تتضمن الإمامة في الفكر الشيعي –على درجات متفاوتة لدى الفرق الشيعية - استمرارية الحضور والإشراف الإلهي المباشر على الشؤون الدينية والدنيوية للبشر عبر استمرارية الاتصال الإلهي وانتقاله من النبي إلى الإمام، بمعنى أن التوجيهات الإلهية لم تنقطع مع انقطاع النبوة وختمها بل هي مستمرة عبر الإمام المعني الحصري بتفسير وترجمة الإرادة الإلهية الواردة في القرآن أو المستجدة في الحياة.

 

وتتركز محاولة أسلمة فكرة الإمامة وفق التصور الشيعي من خلال مستندات قرآنية أساسية مستقاة من ورود لفظة الإمامة، وقصص قرآني أهمه قصة الخضر وموسى، وبقدر أقل قصة مريم ورزقها في المحراب وقصة من عنده علم الكتاب في حضرة سليمان وقصة الوحي لأم موسى، لنواحي إمكانية الوحي إلى غير النبي وجريان المعجزات على أيدي غير النبي وإمكانية أفضلية بعض البشر على أنبياء. ومحاور الاستدلال الشيعي في جميعها نفي النبوة عن الخضر ومن عنده علم الكتاب ومريم وأم موسى والإصرار على الصبغة الإعجازية في تلك القصص، ودون تفريق بين درجات الوحي وصوره المختلفة. وفي أفضل حالات الاستدلال الشيعي فإنه في هذا الشأن يعتمد على تفسيرات ظنية لإثبات فكرة يقينة ومركزية تقوم عليها المذاهب الشيعية.

 

الحلقة الثامنة من ملف تنشره  وكالة 2 ديسمبر
لقراءة الحلقة الأولى  "الأسطورة السخيفة
لقراءة الحلقة الثانية "معايير الأفضلية القرآنية
لقراءة الحلقة الثالثة  "ألفاظ التفضيل في القرآن
لقراءة الحلقة الرابعة "تفضيل بني إسرائيل
لقراءة الحلقة الخامسة  "الوراثة والذرية"
لقراءة الحلقة السادسة.. "وراثة النبوة"
لقراءة الحلقة السابعة "عماد التشيع الفارسي"

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية