سلسلة حلقات تنشرها "وكالة 2 ديسمبر"، من ملف بعنوان (خرافة الولاية)، وفيما يلي الحلقة الأولى..

 

الأسطورة السخيفة

لا عجب من الأدوار التي لعبتها الخرافات والأساطير في حياة الشعوب، وفي مسار التاريخ، ولا غرابة في احتفاظ المجتمعات – ربما كل المجتمعات- بمنظومات من الأساطير تمنح حياتها متنفسات تفكها من تعقيدات الواقع وقيوده، وغالبا من صعوباته وعقباته.

 

شئنا أم أبينا، فالكثير من الخرافات والأساطير تشكل مساحات من تفكيرنا وتصوراتنا كبشر، والأسوأ، من هوياتنا ومواقفنا.

 

وإذا كان ذلك كذلك، فإننا لسنا قادرين على الخلاص النهائي من سطوة الأساطير والخرافات، لكننا مع هذا نستطيع بأي قدر ممارسة حركة تمرد على ما يمكن من أساطير بتعيينها أولا، واستخدام آلة العقل في دحضها ثانيا، سيما تلك الخرافات والأساطير السافرة الوقاحة والمهترئة المنطق، وبذات الوقت عميقة الأثر في حياتنا وجادة المحاولة في أن تصبح حقائق مقدسة أبدية.

 

وفي هذه المحاولة للفهم والإفهام سنتطرق إلى واحدة مما نعتقد أنها من أسخف الخرافات التي رافقت المجتمعات البشرية منذ القدم والتي تأتى خطورتها من كونها ما إن تذبل حتى تنتعش وتتفتح، وما تختفي هنا حتى تظهر هناك، تتمتع بقدرة (خرافية) على تبديل أثوابها.. إنها خرافة احتكار الله وما يترتب على هذا الاحتكار من مسلسل خرافات تجمع بينها وتربطها بالخرافة الأساسية خرافة العلاقة الخاصة مع الله بما ينطوي عليه من امتيازات فوق أرضية.

 

وهذا ما ينطق على الحالة المحددة في موضوع السطور القادمة، والمثبتة في العنوان الرئيسي "خرافة الولاية ".

 

وقد يبدو طرح كهذا صادما ومستفزا في ظرف يسعى الفكر الطائفي الصفوي، الذي تبنته الحركة الحوثية، لتقديم نفسه كبديل ديني للداخل المسلم، والخارج غير المسلم المستاء في عمومه من نموذج ما يعرف بالإسلام السني المرتبط تاريخيا بحركة الجهاد والفتوحات، وحديثا بتوليده حركات متطرفة في عنفها.

 

وإن كان لهذه المادة أن تقول شيئا فليس أكثر من أن النسب أيا كان لا يترتب عليه امتيازات من أي نوع. وهذا سبب آخر يجعل مثل هذا الطرح مستفزا بل وذا مسحة قد تبدو طائفية تجترئ على الاقتراب من عمود الفكر الطائفي الصفوي المتمثل في الفضيلة المطلقة للنسب والقرابة العضوية من النبي الأكرم محمد وما تدعيه من امتيازات روحية وسياسية واقتصادية واجتماعية متوارثة.

 

ربما تبدو هذه التناولة متحيزة، وهي كذلك فعلا لأن كاتبها لا يستطيع أن يكون حياديا حيال ما يعتقده إحدى الخرافات.

 

الحلقة الأولى من ملف تنشره "وكالة 2 ديسمبر"

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية