الحرب لا تخلو من أبشع وسائل الدمار ومختلف أنواع الأسلحة الفاتكة بالعنصر البشري وأهم مقومات الحياة البشرية؛ إذ تستخدم المليشيات الحوثية الإرهابية مختلف انواع الأسلحة بغية الحصول على مكاسب كان سببها الضعف الفكري مما أدى إلى نشوب هذه الحرب العبثية.
 
وتعد الألغام أحد أنواع هذه الأسلحة المستخدمة في الحرب التي تشنها المليشيات على اليمنيين وأحد انتهاكاتها المفرطة في ربوع اليمن وفي الساحل الغربي خاصه وعبثها بالدم اليمني وعدم التزامها بالقوانين الدولية التي سنت قوانين السلم والحرب الدوليين.
 
 
قبل أن يتم دحر المليشيات من أماكن تواجدها كانت على أهبة الاستعداد للرحيل بعدتها وعتادها ولكن قبل ذلك زرعت الأرض بمختلف أنواع الألغام البرية والبحرية المعمرة انتقاما من المواطن البسيط، بل وزرعتها بتفنن للحصول على حصاد وفير من الموتى بدلا من أن تزرعها بالسابل والورود والقمح والبن وحتى القات أرحم وأهون من زراعة قنابل ومتفجرات تودي بحياة الأبرياء من لا حول لهم ولا قوة في هذه الحرب العبثية الإجرامية العقائدية الطائفية والتي تخدم فكرا إرهابيا دخيلا ينافي شريعتنا الإسلامية وعاداتنا وتقاليدنا. 
 
ضرر الألغام لم يقتصر على فئة معينة على المجتمع، بل شملت المجتمع بأكمله من نساء وأطفال ومدنيين وعسكريين. فالأطفال الأكثر ضررا من الألغام التي زرعتها مليشيا الحوثي في المزارع والطرقات والأحياء السكنية والبحار في جريمة كبرى استهدفت الطفولة وحرمتهم حقهم في اللعب والمرح والتعليم، وكانت سببا في أن يعيش البعض منهم بإعاقات مستدامة وحالة من الصراع النفسي والبعض الآخر أيتام.
 
وأذكر هنا قصة شهدتها  حدثت قبل عام وبضعة أشهر.. أحد المدنيين النازحين إلى الخوخة يدعى عصام الحداد وهو من أبناء حيس، بعد  تحرير الخوخة وجد في طريقه شيئا يشبه لعبة أخده وضرب به عرض حائطا بغرض معرفة ما بداخله وإذ بانفجار مدوٍ في الأرجاء.. تحول عصام إلى أشلاء متناثرة جمعت من أماكن مختلفة وعاد إلى عائلته كومة لحم ولم يستطع أبناؤه أو حتى زوجته وأمه إلقاء النظرة الأخيرة. رحل وخلف وراءه ٧ أطفال آخرهم لما ير النور إلا بعد أشهر من وفاة والده.
 
جميع السكان الموبوءة بالألغام ضحايا، فمن لم يقتل بانفجاراتها عاش معاقا مبتور القدمين أو إحداهما، أو ترك منزله وبلدته وغادر بحثا عن مكان آمن يعيش فيه بعيدا عن الخوف، والبعض الآخر ترك مزرعته ومصدر رزقه ليبحث عن مصدر رزق آخر يستطيع الحصول عليه دون رعب وخوف.
 
الحيوانات أيضا لم تسلم من ضرر الألغام وأصبحت من ضحاياه وخاصة في المناطق الريفية سواء المحررة ام غير المحررة إذا لم يمت ركابها ماتت هي وأصبحت أشلاء متناثرة وكذا البيئة والبنية التحتية.
 
نشكر قوات التحالف العربي ممثلة في فريق مسام لنزع الألغام التابع لمركز الملك سلمان للإغاثة وفريق نزع الألغام التابع للمقاومة الوطنية "حراس الجمهورية" لما يقدمانه من مجهود أكثر من رائع في العمل المتواصل لاكتشاف أماكن تواجد الألغام ونزعها لتخفيف معاناة المواطنين في المناطق المحررة، ونأمل أن يتحرر الوطن وينتزع منه آخر لغم تمت زراعته.

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية