أثبتت الحكومة القطرية، بما لا يدع مجالاً للشك، أنها تتبع سياسة الخداع والمماطلة خارجياً، وتمارس الكذب والتضليل على شعبها داخلياً، فبعد أن ظل النظام القطري، ووسائل إعلامه، ومرتزقته، وذُبابه الإلكتروني، يمارسون طوال تسعة أشهر جميع فنون الدفاع، بكذب وتزوير، عن الشخصيات القطرية الداعمة للإرهاب، بادعاء المظلومية أحياناً، وبالتبجح والمكابرة والتهجم بفظاظة ووقاحة أحياناً أخرى، فها هو النظام يعلن فجأة عن قائمة للإرهاب تضم ثماني جماعات إرهابية، و19 شخصاً، من بينهم 11 قطرياً، والمُفارقة التي تثبت كذب ومماطلة وخداع النظام القطري لشعبه والعالم أجمع، أن القائمة تضمنت 10 أشخاص، ممن تم إدراجهم سابقاً في القوائم الثلاث، التي أصدرتها دول المقاطعة!

بهذا الإعلان، وبهذه القائمة، تؤكد قطر جميع الأدلة ضدها، وتعترف بشكل صريح ورسمي بدعمها وتمويلها للإرهاب، وتُثبت صحة كل الاتهامات التي وجهتها إليها دول المقاطعة، وعلى كل متردد ومشكك ومدافع عنها أن يعترف، اليوم، بأن الحكومة القطرية لم تكن يوماً مظلومة، ولم تكن الإجراءات التي اتخذتها ضدها دول المقاطعة خاطئة، فالإعلان القطري أكبر دليل على صحة وسلامة موقف هذه الدول، وصحة إجراءاتها، في سعيها الحثيث لاجتثاث الإرهاب وداعميه ومموليه، سواء كان من حكومة ذات مواقف شاذة، أو من منظمات مشبوهة، أو أفراد ينفذون أجندات تخريبية وتدميرية!

على النظام القطري الآن أن يُواجه شعبه المُغرر به، ويقنعه بأسباب مهاجمة دول المقاطعة، عندما أعلنت قوائم الإرهاب، ولماذا صور لهم المقاطعة بأنها ضد قطر، وضد سيادتها، وتهدف إلى تركيع الشعب القطري وحكومته ليكون تابعاً، فيما يعترف اليوم بأن دول المقاطعة كانت على حق، هكذا وبكل بساطة، ودون الالتفات إلى تصريحات ومواقف وكلمات الماضي الهجومية!

عليه الآن أن يبحث عن إجابات لتساؤلات شعبه، حول الأكاذيب الرسمية السابقة، التي كانت تعتبر قوائم إرهاب دول المقاطعة «مزاعم لا أساس لها»، وتتهم دول المقاطعة بتصنيف هؤلاء الأشخاص «دون أدلة أو قرائن»، فهل يستطيع النظام القطري، اليوم، الإعلان عن الأدلة والقرائن التي اكتشفها، وبناء عليها أصدر قائمته الإرهابية، وهل له أن يفصح عن أماكن ومهام الإرهابيين التي نفذوها، بعد أن اعترف رسمياً بأنهم إرهابيون!

دول المقاطعة لا تحتاج إلى التحرك القطري الأخير، ولا تحتاج إلى معرفة داعمي الإرهاب القطريين، فهي تعرفهم جيداً، لكن على الحكومة القطرية الآن أن تُقنع الشعب القطري بتناقضاتها، وبالكيفية التي تحوّل فيها الأشخاص المذكورون في القائمة من «مواطنين قطريين يعملون في جمعيات خيرية لنشر المساعدات والخير»، وفقاً لتصريحات النظام القطري السابقة، إلى إرهابيين حقيقيين، بعد صدور قائمة الإرهاب من النظام نفسه!

من الواضح جداً أن قطر تتخبط، ولاتزال تُكابر، رغم كل مؤشرات ضعف موقفها، لذا فعليها اختصار الطريق، والرجوع إلى محيطها الخليجي، وهذا لن يحدث إلا إذا اعترفت الحكومة القطرية بأخطائها علناً، واعتذرت لأشقائها الذين تضرروا من سياساتها وتخبطاتها، وتعهدت بوقف دعم الإرهاب، والتدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية، وتقبلت المطالب العادلة لدول الرباعية العربية، فلقد أثبتت الأيام أن المطالب فعلاً عادلة، وهي تشكل خطة عمل مقنعة لتخليص المنطقة من التطرف والإرهاب، وليست محاولات لسلب قطر سيادتها، أو فرض عقوبات عليها، كما يحاول النظام القطري ترويج ذلك!

 

twitter@samialreyami

[email protected]

 

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية