قيادة القوات المشتركة.. والراقصون في الظلمة
كان الإعلان عن تكوين قيادة للقوات المشتركة في الساحل الغربي مدعاة لإصابة بعض الأشخاص والجماعات بوساوس دسمة، وأثار لدى آخرين رغبة واضحة في التحريض، كما كان بالنسبة لفريق ثالث مناسبة لإيقاظ مشاعر الكراهية، ولطرف رابع فرصة جيدة لتحويل لم الشتات إلى انقسام وعداوات.. لم يتضمن الحدث لبسا صغيرا، أو غموضا يدفعهم للرقص في الظلمة على هذا النحو الذي سنفصله بعد قليل. بل كان الأولى بالجميع تدعيمه إذا كان تقوية وتنظيم الصفوف في مواجهة الميليشيا الحوثية مطلبا من مطالبهم.
بعد حوار طويل توصل قادة قوى المقاومة إلى اتفاق على تكوين هذه القيادة المشتركة، وإيجاد غرفة عمليات ترتبط بها مع أطراف التحالف العربي. وقد كان جميعهم متفقون على ضرورة وأهمية توحيد الجهود والامكانيات منذ البداية، ولذلك خرجوا بعد الإعلان مسرورون يزفون البشرى للشعب، فمثلا كتب قائد حراس الجمهورية أن توحيد قوى المقاومة في كيان واحد أصبح إنجازا تاريخيا على أيدي من وضعوا اليمن نصب أعينهم، لتحقيق أهدافٍ مصيرية واحدة لا يشذ عنها إلا من ربط مصيره بمصير العدو الإيراني، وعده قائد ألوية الزرانيق التهاميين سليمان يحيى منصر، مهما لجهة دوره المحوري في استكمال تخليص محافظة الحديدة، بل وكافة أنحاء الوطن من طغيان الميليشيا الحوثية، ولا نستبعد أن يكون لظهور مارتن غريفثس أمس علاقة بالحدث التاريخي. أما مأمون المهجمي الناطق الرسمي باسم ألوية العمالقة، فقد زاد في القول إن قيادة موحدة للقوات المشتركة في الساحل الغربي مكسب كبير للشرعية، بل حتى قائد محور الحديدة اللواء الركن عمر سجاف، فعلى الرغم من غيابه عن محافظة الحديدة، وعلى الرغم من بعض العبارات البروتوكولية التي وردت في بلاغه الصحفي، بضرورة أن تكون التبعية لما أسماه الجيش الوطني والهيئة العامة للأركان ووزارة دفاع الجمهورية اليمنية الاتحادية التي يترأسها الرئيس هادي.. فأنه طالب بتوحيد الصف ولم الشمل، ورفض ما اعتبرها مؤامرات دولية حالت الحسم العسكري في الساحل.
على الرغم من سطوع الأهداف، ووضوح العلاقات، حضر الراقصون الذين أشرنا إليهم في البداية، والريش بادية على رؤوسهم وقرونهم، فالذي يقول لك: طارق عفاش التهم العملاق.. والذي يقول لك: أولاد المركز صنعاء طارق وعمار يهيمنون... ووو، يقولون ذلك حتى بعد أن اطلعوا على أسماء أعضاء قيادة القوات المشتركة في الساحل الغربي، وهي كالتالي: هيثم قاسم طاهر، علي سالم الحسني، رائد الحبهي، حمدي شكري، عبد الرحمن اللحجي، طارق صالح، بسام المحضار، علي الكنيني، سليمان الزرنوقي، أحمد الكوكباني، صادق دويد.
وواضح أن اسم عمار صالح غير موجود، والموجود هو طارق ودويد.
وبمعنى أوضح، نقول إن هذه القيادة المكونة من 11 عضوا موزعة جغرافيا على النحو التالي: ستة قادة جنوبيين، وخمسة شماليين.. ومن بين الشماليين الخمسة هناك ثلاثة من تهامة، واثنان فقط من صنعاء أو ما يسمونه مركز الهيمنة... ونسجل هنا أن أحد متعصبي تهامة وجه إهانات إلى العضوين سليمان الزرنوقي، وعلي الكنيني، وزعم أنهم غديا أدوات في أيدي أبناء الهضبة.. طارق عفاش وعمار عفاش.
ومن الراقصين في الحفلة وزير دولة في الشرعية، يقول: هي إعادة هيكلة قوى الساحل الغربي، وهي جيدة لجهة توحيد القدرات، لكنها تعتبر مشكلة كبرى.. كيف يا وزير؟ يقول لنا: لأنها تمت خارج وزارة الدفاع، خارج هيئة الأركان الشرعية، وإنه إذا لم يعالج التحالف والشرعية المشكلة بسرعة ستكون ظاهرة خطرة لا تقل خطورة عن ظاهرة المليشيات التي يراد تفكيكها وهنا يقصد الميليشيا الحوثية، أي أنه ساوى بين قوى المقاومة وبين الحوثيين.
ومن بعيد برز واحد كويتي مهم يدس أنفه في الموضوع.. قال إنهم قالوا له إن طارق محمد صالح قد تم اختياره قائدا عاما، وأنه سيغدو حاكم عدن، وأنه قلق للغاية بشأن هذين الخبرين المخيفين، حسب تعبيره الراقص... طيب لمَ أنت خائف وبينا وبينك آلاف الأميال؟!
على أن قيادة القوات المشتركة قد قالت على لسان أحدهم أنها غير معنية بالخلافات الحزبية، فهي قيادة عسكرية ميدانية في الأساس لاستكمال تحرير تهامة وعموم اليمن من مليشيات الجماعة الحوثية.
وللموضوع بقية.