أزاح اتفاق السويد الذي رعته الأمم المتحدة في 11 من ديسمبر الجاري والمتضمن انسحاب المليشيات الحوثية من مدينه وموانئ الحديدة الستار عن أبرز الممارسات والأعمال الإرهابية لهذه المليشيا في نشر وتلغيم مدينه يقطنها مئات الآلاف من البشر بعد اتخاذهم دروعا بشرية دونما اعتبار لاي قيم إنسانية.

 

تجاوزت الأمم المتحدة ومبعوثها المواثيق الدولية المجرمة لهكذا انتهاكات لتضفر باتفاق يوقف معارك تحرير ما بقي من مدينة الحديدة من قبضة مليشيا الحوثي بالتزام مفترض بانسحابهم.

 

 لكنها في الوقت ذاته وثقت من حيث تدري أو لا تدري إحدى أكبر الجرائم الإرهابية التي قامت بها المليشيات الحوثية في تلغيم مدينة بشوارعها ومنشآتها ومرافقها وموانئها بسبق إصرار وترصد على ارتكاب جرائم حرب وإبادة بحق اليمنيين الأبرياء.

 

حمل الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين الحكومة اليمنية والمليشيا الحوثية في جولة المشاورات التي عقدت برعاية الأمم المتحدة في العاصمة السويدية ستوكهولم بجانب الانسحاب من مدينة الحديدة وموانئها إزالة الألغام التي زرعتها المليشيات الحوثية في شوارع المدينة وموافقها وأحيائها ومينائها.

 

وجاء في نَص اتفاق الحديدة "ستشرف لجنة تنسيق إعادة الانتشار على عملية إزالة الألغام في مدينة الحديدة وموانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى". وهو اتهام غير مباشر توجهه الأمم المتحدة لمليشيا الحوثي الإرهابية التي لم تتورع عن زرع شبكات الألغام والعبوات الناسفة في كل شبر بالحديدة.

 

ومنذ اتفاق ستوكهولم بشأن الحديدة في 11 من ديسمبر الجاري تصاعدت هستيريا مليشيا الحوثي في نشر وزرع المزيد من الألغام في أحياء المدينة ومرافقها وشوارعها وتلغيم المنشآت تزامنا مع إقامة واستحداث مزيد من التحصينات والحواجز وتحويل منازل وعمارات إلى ثكنات عسكرية ومواصلة شن الهجمات لمسعى استعادة الأحياء المحررة انتهاكا لهدنة فرضها اتفاق السويد، وبلسان حال يقول لن نلتزم وما تم أمام المجتمع الدولي لم يكن إلا مناورة لالتقاط الأنفاس ومواصلة التدمير الشامل.

 

هذه الحقيقة المفزعة عن انتهاكات المليشيا الحوثية القوانين الإنسانية الدولية لاسيما تلغيم مدينة بأكملها والتي لم تلتفت إليها الأمم المتحدة طوال الفترة الماضية، ليست وليدة اللحظة، فقد كشفت عنها وسائل إعلام عالمية مثل وكالة الصحافة الفرنسية منتصف نوفمبر الماضي.

 

فقد نقلت الوكالة عن موظّفين في ميناء الحديدة تأكيدهم أن مليشيات الحوثيين أقدمت على تلغيم الميناء الحيوي، وقال أحد الموظفين للوكالة "لم يتبق سوى بوابة دخول وحيدة إلى الميناء وهي البوابة الرئيسية المؤدية إلى شارع الميناء والتي تدخل منها الشاحنات"..

 

وخلال العملية العسكرية التي أطلقتها المقاومة اليمنية مسنودة بالتحالف العربي لتحرير مدينة الحديدة ومينائها أكتوبر الماضي كشف الإعلام العسكري للمقاومة الوطنية شبكات ألغام زرعتها مليشيا الحوثية الإرهابية في أحياء سكنية وشوارع ومبانٍ ومؤسسات عامة وخاصة جنوب المدينة وشرقها، ووزع مشاهد مصورة عن كل تلك الانتهاكات.

 

في معطى التحرك الأممي المساند من بريطانيا والمغلف بجوانب إنسانية في مخرجات ستوكهولم بشأن الحديدة وإن كان شرعن للانقلاب الحوثي لكنه وضع الأمم المتحدة ومجلس الأمن أمام معضلة انتهاكها المواثيق الدولية بشرعنة ما يرقى لجرائم حرب على أيدي هذه المليشيا الإرهابية التي لغمت الأحياء السكنية والشوارع العامة والمؤسسات الحكومية في مدينة يسكنها أكثر من نصف مليون نسمة في مسعى منها لارتكاب مجازر بحق المدنيين العزَّل.

 

وبالمثل لغمت مليشيا الحوثي موانئ تستقبل مساعدات الإغاثة لاسيما ميناء الحديدة الذي يستقبل غالبية المساعدات الإنسانية مثل المواد الغذائية التي يعتمد عليها ملايين السكان في بلد يواجه نحو نصف سكانه (27 مليون نسمة) خطر المجاعة، وفقا للأمم المتحدة.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية