أنهت انتفاضة 2 ديسمبر عامها الأول بعد أن شكلت بسملة لمرحلة نضال وطني جديدة ضد النسخة المحدثة من الإمامة الكهنوتية التي تستهدف النظام الجمهوري وثورة 26 سبتمبر والنسيج الاجتماعي اليمني وتاريخ وهوية شعب بأكمله.

 

افتتحت انتفاضة ديسمبر السبتمبرية معركة جديدة ضد المشروع الإيراني والإمامي الذي حاول ابتلاع أو استخدام الموقع الجغرافي الاستراتيجي لليمن كرمح في خاصرة الجزيرة العربية وتهديد الأمن القومي العربي والمصالح الدولية في البحر الأحمر.

 

لم تكن وثبة أبطال الانتفاضة السبتمبرية في ديسمبر ردة فعل لتصرفات العصابة الإمامية، بل تتويجا لمعركة شرسة كانت تدار بأدوات ناعمة قانونية وإدارية وإعلامية من قلب مناطق سيطرة العصابة الحوثية، وهذه المعركة التي كانت من الداخل هي في ذات المسار الوطني حيث عملت على مواجهة كل تحركات حوثنة مؤسسات الدولة وإفراغها من جهازها الوطني والشرعي.

 

قاوم الأبطال كلا من موقعه وحسب المساحة التي يستطيع التحرك فيها وحققت هذه المعركة نجاحات مهمة في البداية الأمر الذي جعل المليشيات الحوثية، ومن خلفها مهندس المشروع الكهنوتي المخابرات الإيرانية ينتقلون إلى مربع آخر، وهو الهجوم العسكري على منازل واغتيال الضباط واستفزازات متكررة، حينها كان لابد من المواجهة وإعلان انطلاق معركة الدفاع عن ثورة 26 سبتمبر وعن النظام الجمهوري وعن المشروع الوطني بمكتسباته التي راكمها طيلة أكثر من نصف قرن من التحرر من حكم الإمامة.

 

وكما هي الثورات العظيمة يشعلها ثلة من الأبطال العظماء، فقد كانت انتفاضة ديسمبر مهمة مجموعة من القادة الوطنيين على رأسهم زعيم اليمن الشهيد علي عبد الله صالح الذي جسد أقوى معاني البطولة والشجاعة والفداء، ومعه رفيق الوفاء والرجولة والتضحية ابن شبوة الشهيد عارف عوض الزوكا أمين عام المؤتمر الشعبي العام.

 

بدأت الشرارة في قلب صنعاء والحرب جولات وصولات، وهذا ما أثبتته الأيام حيث واصل أبطال انتفاضة 2 ديسمبر معركتهم الوطنية دفاعا عن الثورة الأم والنظام الجمهوري منطلقين من موقع جديد ورقعة أخرى من أرض اليمن الغالية.

 

غادر الأبطال صنعاء بعد استشهاد قائدهم وزعيمهم البطل الحميري علي عبد الله صالح، ونقلوا عملياتهم إلى الجانب الغربي من اليمن لكي يعودوا إلى صنعاء فاتحين بعد أن يقطعوا أوصال المشروع الكهنوتي ويدفنون هذا الحلم الإيراني الدنس في صحاري ساحل اليمن الغربي.

 

لم تنتهِ المعركة باستشهاد الزعيم صالح واقتياد أبنائه إلى المعتقلات، ولم يجلس القادة الأبطال يندبون حظهم العاثر ووجعهم ويبكون من رحلوا، بل كانت لهم صولة جديدة في ميادين الشرف والبطولة غيرت من موازين القوة على الأرض وقلبت المعادلة، وجعلت جثث المليشيات الحوثية تتقاطر على مناطق سيطرتها بشكل أوجع قادة العصابة وجعل همهم الوحيد كيف ينقذون ما تبقى من رمق لهم وكيف يتجنبون السقوط في الهاوية السحيقة.

 

وهاهم اليوم قادة انتفاضة ديسمبر يكتبون في ساحل اليمن الغربي فصلا جديدا من تاريخ النضال الوطني والكفاح ضد المشاريع الاستعمارية المغلفة برداء محلي كعصابة الكهنوت الإمامية الدنسة.

 

إن أبطال انتفاضة ديسمبر والمقاومة اليمنية وهم يدوسون على خشوم أذناب الفرس العملاء في الساحل الغربي ومعهم كل أبطال القوات المشتركة لن توقفهم صفقات الساسة في صوالين المفاوضات العبثية وأن لغة السلام الوحيدة التي يتطلع إليها اليمانيون في كل شبر من بلاد السعيدة هي دفن المشروع الإمامي وكسر شوكة الفرس وقطع دابر شرهم من أرض أصل العرب.

 

أبطال انتفاضة ديسمبر الذين ارتوت بدمائهم الزكية تربة صنعاء وحجة وذمار والمحويت وإب وعمران ها هي هذه الدماء تجرف المشروع الإمامي إلى قاع البحر الأحمر وتدفن مخططات الكهنوت والفرس ومن شايعهم في رمال تهامة وقريبا ستفتح صنعاء العروبة أبوابها مشرعة لعودة الأحرار متوجين بنصر عظيم وعلى شفاههم أغنية المجد والفتح المبين.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية