سيناريو مكرر لإنقاذ الحوثيين
قبل ستة أشهر تقدمت المقاومة المشتركة صوب مدينة الحديدة وصولاً لقرية منظر ومحيط المطار ونزح نتيجة المعارك حينها الآلاف من سكان المدينة وكان الحوثي أشبه بالمنتهي وفرغت المدينة من مقاتليهم ، حينها تدخل الغرب لإيقاف المعارك وبدأ غريفث جولة من أجل السلام ونجح الحوثي في مراوغته على أنه سيسلم الميناء وكان على الأرض يتجهز ويحشد لحرب لا تُبقي ولا تذر، وحول كل شوارع المدينة لخنادق وانتشار للمدافع وانتشار للقناصة وظل على مدى ثلاثة أشهر يحاول استرداد قرية منظر ومنصة 22 مايو، وظل يقصف بمدافعه قرية منظر والمنصة وتهدمت عشرات المنازل، وحاول عشرات المرات التسلل واستعادة تلك المنطقة وإرجاع القوات المشتركة وفشل في ذلك، وخسر الحوثيين العشرات من قياداته يقابله خسائر مدنية كثيرة في قرية منظر نتيجة القصف المدفعي.
بعد ثلاثة أشهر من سيطرة القوات المشتركة لمحيط المطار ومنظر تقدمت عبر مديرية الدريهمي حتى وصلت لكيلو 10، وقامت بقطع خط الحديدة المؤدي لكيلو 16 ، حينها اشتدت وتيرة الحراك الغربي، وعاد غريفث وأصوات إيقاف التقدم للواجهة بدعوة لحوار جنيف، وأوهم الحوثي غريفيث حينها والأمم المتحدة بالجلوس على طاولة الحوار، وذهب الوفد الحكومي لجنيف وتخلف الحوثيون عن الحضور، وتكرر حينها سيناريو المطار ومنظر ،وتوسعت ممارسات الحوثيين على الأرض، وأصبحت اقتحامات المنازل والتمركز عليها واحتلالها وصولاً للدخول إلى المصانع والمؤسسات التجارية وتحويلها لثكناث عسكرية، وحاول على مدى ثلاثة أشهر ماضية الحشد واستعادة كيلو 10 بهجمات متكررة وقصف مدفعي لم يتوقف يوماً ليزيد رصيد الضحايا المدنيين في المدينة وقرى المشاقنة وحوش الأبقار وهدم المباني والأحواش ونفوق آلاف الأبقار وهدم ثلاجة المخلافي وخسائر مادية وبشرية كبيرة ولم يستطع فتح الطريق أو استعادة أي كيلو متر سيطرت عليه القوات المشتركة.
قبل أسبوعين تقدمت القوات المشتركة مجدداً للمرة الثالثة عبر عدة إتجاهات شرقاً باتجاه كيلو 14 وشمال المدينة موازيا لشارع الخمسين بالقرب من مدينة الصالح، وأصبحت على بعد مسافة النظر لميناء الحديدة خاض خلالها الحوثي معاركه على طريقته التدميرية من خلال تمركزه داخل المباني الصناعية والمستشفيات والمنازل في شارع التسعين وأحياء 7 يوليو وتسبب بتدمير مجمع مصانع إخوان ثابت وقصفها بالهاون وتفخيخ مبان سكنية وأحواش وزراعة ألغام داخل الأحياء السكنية والشوارع والأرصفة ، وإزاء هذا التقدم الثالث صوب المدينة تعالت للمرة الثالثة أصوات الغرب لإيقاف العمليات ليستمر مسلسل التقاط الأنفاس مجدداً، ولكن بصورة تنذر بدمار أكبر مما سبق، وكل هذه الأصوات التي تحذر من كارثة مدنية تدرك جيداً أن ممارسات الحوثي اليوم هي الكارثة الحقيقية، ومايزال يحاول تحقيق انتصار بمعارك ليليلة لإرجاع القوات المشتركة وكلها باءت بالفشل.
وهكذا سيأتي وقت لاحقاً لنتحدث عن سيناريو مكرر لما سبق، ومايحدث حالياً تأجيل للمعركة فقط، وتكون حينها المعاناة التي يتحدث عنها الغرب تفاقمت واشتدت أكثر.. كلنا يتمنى الحل السلمي وإنهاء الحرب، ولكن حقيقة الجدية في السلام وإيقاف الحرب مؤشراتها تكاد تكون منعدمة لدى الحوثي.
باختصار مايحدث في الحديدة ينطبق عليه المثل: "من يرهن روحه بيد غيره يموت معذب"