حتى نفكر بجدية في الانضمام إلى النادي الإيراني، ونكون جُزءً من ماكينتهم الاقتصادية والسياسية، يتوجب علينا أولاً تقييم تجربة الدول التي سبقتنا إلى ذلك النعيم.

 

▪️ لنبدأ من العراق:

 

كان العراق قِبلة الطالب والسائح والمريض، ومنارة للعلم والمعرفة والتنمية والتصنيع في كافة مناحي الحياة. دخلت بلاد الرافدين بثرواتها البشرية والنفطية والمائية الهائلة النادي الإيراني منذ عام ٢٠٠٣ ، وبدعم أمريكي إسرائيلي. اليوم تحول العراق وبالرغم من ثرواته الهائلة إلى مستنقع للفقر والمرض والموت !!

 

صارت كل مدن العراق غارقة في الظلام والجهل، ويطمح أهلها فقط استنشاق هواء نظيف بعيداً عن هول روائح النفايات ومستنقعات مياه الصرف الصحي ، تحولت تلك الأرض الخصبة إلى أرض فقيرة قاتلة مظلمة طاردة لأهلها ، فتشرد الملايين من العراقيين في أصقاع المعمورة باستثناء أرض إيران، ولم تنجُ من ذلك المصير إلا كردستان العراق، لرفضها دخول ذلك النادي وها هي تعيش في أمن وأمان واستقرار وتنمية وتطور.

 

▪️ سورية :

 

في مطلع عام ٢٠٠٩ سألت سفير إيران في دمشق عن حجم استثمارات بلاده في سورية ، فأجاب بفخر ستة مليارات دولار ، وتفاجأت أنه نفس رقم استثمارات ومساعدات الكويت لسورية - كما أكد لي سفيرها عزيز الديحاني آنذاك.

 

انسلخت سورية من محيطها العربي لتلتحق بدولة إيران العنصرية والطائفية بمقابل بخس، سورية التي توصف بيابان العرب وبشعب عالي الكفاءة والقدرة والهٍمة ، قُدِر له أن يكون في الموقع الخطأ.

 

بفعل السياسة الإيرانية دخلت سورية في نفق مظلم، فتشرد شعبها بين دول الخليج وبقية دول العالم باستثناء إيران والتي لم تقبل أحداً على أراضيها.

 

▪️لبنان :

 

كانت بيروت قبل ظهور حزب الله تُسمى باريس الشرق، وكانت تنافس العواصم الغربية في عالم الموضة والأناقة والرقي وجذب الاستثمارات والسياحة والحرية والتسامح الديني، والحراك السياسي والإعلامي والفكري.

 

بعد وصول أصحاب العمائم السوداء والصرخة، صارت لبنان كالفتاة اليتيمة المنكسرة الفقيرة الجائعة اليائسة، صارت ترزح تحت فقر وجهل، وبأسمال بالية وشوارع غارقة بالنفايات وصور القتلى والخميني وحسن نصر الله، وبوضع سياسي واقتصادي متدهور وغير مستقر.

 

*يلاحظ الزائر لبيروت اليوم أن منطقة الضاحية الجنوبية - مركز سيطرة حزب الله - تعاني من فقر وتخلف واضح المعالم في كل زوايا تلك المنطقة، بعكس بقية أحياء وشوارع ومناطق بيروت ولبنان، وأيضاً هاجر أهلها إلى الخليج وإلى أصقاع الأرض باستثناء إيران.

 

▪️البحرين :

 

مملكة صغيرة استطاعت أن تنافس الكِبار اقتصاديا وتنموياً وسياحياً ، تبحر إلى المستقبل بخطوات ثابتة وجادة ، دخلها القومي كبير ومستوى معيشي متقدم.

ظهرت جماعات إيران وما يسمى بالشيعة فجذبت المملكة إلى القعر، ولولا وقفة المملكة العربية السعودية وبقية دول الخليج معها لكان وضعها اليوم في الحضيض، كل مناطق البحرين (...) ويعمها الخير والأمن والاستقرار ماعدا مناطق الشيعة الإيرانيين فوضعها يختلف وكأنها جبال تورا بورا.

 

▪️وأخيراً لنختمها بــ *اليمن* :

 

*كان وضع البلد مستقرا ومتعايش ويتجه إلى الأمام ولو بخطوات متثاقلة ، إلا أن هناك مستوى مقبولا من الاستقرار السياسي والاقتصادي ، وكانت هناك إشكالات سياسية وحوارات تدور لإنقاذ البلد ، إلا أن دعم ايران لمليشيات الحوثة منذ 2004 دمر الدولة وسلمها لتلك المليشيات ، والآن ها هي البلد تغرق في بركة من الدماء والجهل والنفايات.

 

 بمجرد وصول طلائع النادي الإيراني إلى صنعاء في ٢١ سبتمبر ٢٠١٤ طاروا إلى طهران ليوقعوا اتفاقية نقل جوي بواقع ٢٧ رحلة أسبوعياً، بالرغم أنه لا يوجد يمني واحد على تلك الأراضي، وبالمقابل دمروا علاقات اليمن وتواصلها الجوي مع بقية دول العالم.

 

 فُتحت سفارة إيران وغُلقت كل سفارات وقنصليات العالم في صنعاء.

بدأت آلات الحياكة الإيرانية بنسج علاقات ثابتة وقوية مع اليمن، وبالمقابل دخلت البلد في حرب ضروس مع بقية دول العالم.

 

*كنا نرسل الأيدي العاملة والفواكه والنفط والغاز والمحبة إلى الآخرين، فصرنا نرسل طلاب المدارس للموت على أسوارهم ، ولكن بحمد الله تم توقيف إجراءات انضمام اليمن إلى فلك نادي إيران.*

 

*بفعل السلاح الإيراني تشرد نصف سكان اليمن إلى خارج أسوارها وذهبوا إلى كل بقاع الأرض باستثناء إيران.

 

 

* حقائق :

*بالنظر إلى المعالم المشتركة للدول التي التحقت بنادي إيران سنجد أن الفقر والبطالة واليأس وصور القتلى والخميني والفساد والعمائم السوداء والخرافات والعمالة لإيران والوصاية الدولية وضياع السيادة هي الصورة الموحدة بين تلك الدول*

 

*لا تعليم ولا صحة ولا صحافة ولا جامعات ولا مؤسسات بحثية تعمل في ذلك النادي ، فقط منصات شحن طائفي وخرافات ودجل وتحريف للدين ، وسياحة دينية للمقابر والأضرحة ، وهروب جماعي للشباب وتهجير قسري طائفي للسكان

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية