من تسمعونه من أذناب إيران المزروعين في الجسد العربي يتحدث عن "السيادة الوطنية" و"وحدة الساحات" ابصقوا في وجهه.  

وحدة الساحات مصطلح أطلقته إيران للتعبير عن ورقة بيدها كلاعب إقليمي؛ ومعناه أن مليشيا حزب الله في لبنان ومليشيا الحوثي في اليمن والحشد الشعبي في العراق ومثيلاتها في سوريا تُدار من غرفة عمليات واحدة في طهران.. وليس هذا وحسب؛ بل هي في مجملها ما يُعرف بفيلق القدس التابع للحرس الثوري وقائدها العام الجنرال الإيراني إسماعيل قاني، أما مؤسسها فهو الهالك قاسم سليماني.

وحدة الساحات بيان عملي من قِبل إيران لانتهاك السيادة في كل بلد عربي يعاني جرثومة خبيثة زرعتها في جسده.

أول ركن من أركان ولاية الفقيه في أي بلد مستهدف هو التخلي عن السيادة الوطنية؛ ليكون وطنك المفترض قاعدة عسكرية للحرس الثوري الإيراني، وأن تُقاس المصلحة الوطنية لبلدك المفترض بمقاسات واحتياجات المصلحة العليا لإيران.

بمعنى أوضح؛ السيادة الوطنية وقيام مليشيا موالية لإيران في جسد أي دولة نقيضان لا يمكن أن يجتمعا.

لقد كان الهالك حسن نصر الله- أمين عام حزب الله في لبنان- أكثر وضوحًا وصراحة في انتهاك السيادة؛ فلم يكن يتردد عن البوح بحقيقة تبعيته المطلقة لطهران، فيما ظل طفله المدلل (عبدالملك الحوثي) مختبئًا تحت عناوين وشعارات زائفة بما فيها "السيادة الوطنية"، حتى جاءت الأحداث الأخيرة، التي اضطرت إيران معها لإماطة اللثام وإظهار التبعية المطلقة في وجهه القبيح.

أخيرًا: ما الذي قدمته "وحدة الساحات" لغزة؛ غزة اليوم مدمرة ومحتلة وأهلها الباقون على قيد الحياة يتضورون جوعًا فيما مليشيا الحوثي تجني ملايين الدولارات إتاوات لعبور سفن الشحن التجارية في البحر الأحمر تحت مسمى "نصرة غزة"، وهذا ما كشفه تقرير لجنة العقوبات التابعة لمجلس الأمن الدولي وأقرت به شركات شحن دولية.

*رئيس تحرير وكالة "2 ديسمبر" الإخبارية- مدير الإعلام العسكري للمقاومة الوطنية.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية