حاول الكاهن عبد الملك الحوثي تسويق مبررات تخفي ضلوعه في تصفية العكفي سيئ الذكر صالح الصماد في كلمته والتي زعم فيها أنه كان لا يحبذ نزوله إلى الحديدة، إلا أنه لم يصغ له وأصر على النزول، فتمت تصفيته، ولم يكتفِ الحوثي بترك الصماد يموت بتلك المؤامرة أو الصفقة، بل إنه وبطريقة الكاهن الوغد يسعى لاستثمار مقتله للتقرب من دول التحالف العربي، حيث نجده يتهم أمريكا بالوقوف وراء عملية مقتل الصماد الذي يعد في الأساس عدواً للشعب اليمني وشعوب المنطقة والامة العربية..

 

كانت نهاية الصماد متوقعة لأن الصراع الاجنحة داخل عصابة الحوثي خرج إلى السطح بسعي جناح سلالي عنصري إيراني للتخلص مما يمكن تسميته رموز قبلية، خاصة بعد أن أصبح الصماد محاصراً بين كهنة آل الحوثي وآل حميد الدين وآل المؤيد وغيرهم.. والذين يصرون على تصفيته لإحكام سيطرة جناح ما يسمى بالولاية الذي يدَّعي باطلا امتلاك هذه الأسرة حقاً إلهياً لحكم الشعب اليمني بالوراثة وقتل كل يمني يقف معارضا لهم.. وتتجلى هذه الحقائق أمام الجميع من خلال تعيين عميل إيران المشاط مدير مكتب عبد الملك الحوثي بدلا عن الصماد خلافا للدستور الذي حدد مثلا السن القانونية والتنافس الانتخابي، وكذلك خلافا لاتفاق تشكيل المجلس السياسي المزعوم.. ليس ذلك فحسب، بل رافضين حتى نقل الإمامة إلى خبان.

 

المهم.. الحوثي أراد من وراء التخلص من الصماد نقل اليمن إلى تطبيق النموذج الإيراني (ولاية الفقيه) فقد أصدر (الفرمان المقدس) وفرض المشاط على البرلمان الذي تحول للأسف إلى أداة طغيان تشرعن لتغلغل السلطة الكهنوتية في إحكام السيطرة على البلاد..

 

ما حدث ليس بدعة ، فهذا هو نهج الأئمة الكهنوتية الذي يتبعوه في اليمن منذ أكثر من ألف عام ، وللتدليل على ذلك نسوق أدلة لنفس الممارسات الإجرامية التي اتبعها الإمام يحيى حميد الدين في بداية حكمه عام 1918م بعد تحرير اليمن من الاحتلال التركي، حيث قام الطاغية يحيى بالتخلص من أقرب معاونيه ومن وقفوا إلى جانبه وضحوا تضحيات جسيمة في المعارك ضد الأتراك ومن ذلك قيامه عام 1919م باغتيال شيخ الإسلام محمد جغمان ورفيقه القاضي  السدمي والشيخ مصلح مطير ..وفي العام نفسه تخلص من الشيخ محمد عايض العقاب والذي ثار في حبيش ومعه  مشايخ من إب وتعز، وفي العشرينيات تخلص من 800 شيخ ومقاتل من قبيلة الزرانيق..إلخ.

 

واضح أن السعادة كانت تغمر الكاهن عبد الملك الحوثي ومحمد علي الحوثي وعبد الكريم وأبو علي الحاكم وغيرهم لنجاحهم في طي صفحة الصماد، وتقليص خدمات جناح العكفة الذي ظل يشكل مصدرا مقلقا لهم، لذا فقد أرسلوا رسائل من وراء الاعتداء على حراسة يوسف الفيشي ومناع وغيرهم يوم تشييع الصماد لمن يؤدون دور العكفة.. ليضعوا بذلك نهاية محددة لأدوارهم القذرة ضد الشعب اليمني.

 

لم تشفع للصريع الصماد كل القرارات العنصرية والسلالية التي أصدرها طوال الفترة الماضية عسكرية ومدنية سياسية واقتصادية واجتماعية والتي تمثل جرائم بحق الشعب اليمني والسلم الاجتماعي وجرائم أيضا بحق الأشقاء.. فنجد انه تم التخلص منه وبكل ببساطة ودون اكتراث لخدماته، فقد تركه عبد الملك الحوثي يذهب ليلقي حتفه، بينما يظل هو متخفيا في الكهف ولا يخرج لساحات الجهاد المزعومة التي حولها الى محارق لإبادة الشعب اليمني ليذوق من نفس الكاس الصماد نفسه..

 

ان نهاية الصماد تمثل بداية لنهاية خدمات العكفة والذين سبق للكاهن عبد الملك الحوثي أن حرض اتباعه السلاليين من ابناء القبائل الذين اعتبرهم مجرد خونة وحذر منهم في اشارة يبدوا انها كانت اشبه بإعلان حرب يجب ان تطيح أولا براس العكفي الصماد كترجمة لتوجيهاته انفة الذكر..

 

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية