قصَرت مليشيا الحوثي الإرهابية هجماتها في البحر الأحمر على السفن التجارية، ولم تُسجل أي هجمات فعلية ضد السفن والفرقاطات العسكرية، ومنها الأمريكية بالذات؛ إذ تفتش المليشيا على السفن التجارية بين الأساطيل العسكرية، وهو ما يشير إلى النوايا الحقيقية وراء هذه الهجمات، من بينها: تعطيل الملاحة أولًا، ويليها الإضرار بأمن البحر الأحمر وفق مخطط إيران.

في أحدث تطوّر، أغرقت مروحية أمريكية 3 قوارب قرصنة تابعة لمليشيا الحوثي، أثناء محاولة العناصر الحوثية اختطاف السفينة؛ انتقامًا لمقتل رضا موسوي- مسؤول العلاقات العسكرية بين طهران ودمشق، و11 قياديًا آخرين في الحرس الثوري الإيراني، بقصف إسرائيلي على مطار دمشق؛ وهي المهمة التي أوكلتها طهران لذراعها في اليمن، وفق ما تناقلته وسائل إعلام دولية.

لاحقًا، أفادت وكالة "فرنس برس" بمقتل 10 عناصر حوثية في الهجوم، فيما قد تكون أول عملية فعلية للتحالف الدولي الذي أُطلق عليه "حارس الازدهار" في البحر الأحمر.

الغريب في بيان القيادة المركزية الأمريكية حول هذه العملية، وصفها لها بأنها "دفاع عن النفس"، وهو تبرير مُبتذل ينسجم مع أسلوب المحاباة الذي اتبعته واشنطن في التبرير للحوثيين، باعتبارهم أداة وظيفية؛ وإن كانت مهمتها خدمة الأجندة الإيرانية، فإنها توفر حتى للولايات المتحدة المناخ الملائم والمبررات الكافية في بعض التصرفات، آخرها العسكرة في البحر الأحمر تحت مسمى حماية الملاحة البحرية.

لم تتأخر مليشيا الحوثي الإرهابية في الإعلان عن خسارتها هذه المرة، رغم أن المليشيا لا تُفصح أبدًا عن خسائرها، لكنه إعلان الغرض منه امتصاص غضب النظام الإيراني الذي وجّه انتقادات لعدم تمكن مليشياته في اليمن من الثأر لمقتل قيادات الحرس الثوري في دمشق.

كما تهدف مليشيا الحوثي الإيرانية من وراء إعلان خسارتها، إلى تخدير الرأي العام، وجذب المزيد من الاستعطاف، بأنها دخلت فعليًا في مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة؛ حتى تتسق هذه الرواية المفبركة مع ادعاءات زعيم الجماعة بالرغبة في مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة.

لن تجد المليشيا الحوثية الإيرانية أسمن من حادث كهذا تتخذه غطاء لمواصلة المذابح والممارسات الشنيعة ضد اليمنيين، وتؤسس من ورائه لشريعة جديدة تنظم إرهابها تحت غطاء "محاربة أمريكا"؛ هذه الذريعة التي ظلت تسوقها المليشيا، وستسوقها الآن أكثر بعد إعلان مقتل 10 من عناصرها القراصنة بنيران مروحية تابعة للولايات المتحدة، أثناء محاولتهم اختطاف سفينة تجارية ضمن انتقامات النظام الإيراني لمصرع قيادات حرسه الثوري.

تفحّص الهجمات الصورية المزعومة التي تنفذها الجماعات الشيعية العراقية المدعومة من إيران ضد "القواعد الأمريكية"، وحزب الله على الحدود مع الأراضي الفلسطينية المحتلة، يعطي إيضاحًا حول طبيعة الهجمات التي يدّعي وكلاء إيران شنها ضد القوات والقواعد والبارجات الأمريكية، والتي تكاد تتطابق مع الهجمات الإيرانية على قاعدة أمريكية في العراق "انتقامًا لمصرع قاسم سليماني" كشف الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب، لاحقًا، أنها منسقة مسبقًا، أعلمت طهران واشنطن بها قبل التنفيذ ورحبت الأخيرة بهدف "حفظ ماء الوجه" لإيران.

لن تجرؤ مليشيا الحوثي على الذهاب نحو الانتقام لعناصرها الهلكى، لكنها قد تلجأ إلى إشاعة أخبار مثيلة لمزاعم وكلاء إيران الآخرين في المنطقة. أما قتل جندي أمريكي أو الإضرار بسفينة أمريكية فهذا ضرب من المستحيل؛ استنادًا إلى طبيعة الجماعة وأهدافها المحصورة على قتل اليمنيين وزعزعة أمن المنطقة لا غير، تنفيذًا لأجندة ومشاريع أسيادها في إيران.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية