تحركات مشبوهة لميليشيا الحوثي في تقييد أسماء الذكور وأعمارهم بحجة منحهم الغذاء
يتحدث شهود عيان عن ما يواجهونه يومياً من تحركات تبعث القلق لدى سكان مختلف أحياء العاصمة صنعاء المختطفة من قبل مليشيا الحوثي المدعومة من إيران.
ويقول الشهود العيان لـ"وكالة 2 ديسمبر" إن ثمة أشخاص تابعين لمليشيا الحوثي ويدعون انهم ممثلي منظمات دولية مروا خلال اليومين الماضيين إلى مختلف الشقق السكنية في عدة احياء ويطرقون كل باب، ويطلبون أسماء الذكور فقط ويقومون بتدوينها في كشوفات مع تحديد عمر كل شخص يتم تسجيله، ويقولون إنهم يقومون بالتسجيل من أجل تقديم المساعدات الإغاثية وفقاً لعدد الأشخاص المسجلين.
وفي ذلك يبدي أحد المواطنين الساكنين في منطقة السنينة بصنعاء قلقه من هذا العمل، ويقول لـ"وكالة 2 ديسمبر": "لقد قمت بسؤال هؤلاء الأشخاص عن عدم تسجيل النساء فرد بإجابة جاهلة يكسوها الغباء الذي ينم عن صاحبه، وقال لي نحن في مجتمع محافظ يرفض الإدلاء بأسماء النساء، ونحن لا نريد أن ندخل أنفسنا في شد وجذب مع الناس، ونكتفي بتسجيل الذكور فقط.. كان كلامه غير مقنع، فقلت له بمعنى أنكم ستحرمون النساء والفتيات من المساعدات الغذائية، هنا رد بتلكؤ قائلاً: المساعدات كبيرة وما سيستلمه الفرد سيغطي حاجة أسرة كاملة لمدة شهر فما بالك بأن كل أسرة لديها 3 ذكور أو أكثر، ونحن درسنا هذا الإجراء ووجدنا أن الحل المناسب تسجيل الذكور فقط، لأننا سنرفع بهذه الكشوف إلى منظمات دولية في الخارج ومن الصعب إقناع أرباب الأسر بتسجيل أسماء النساء وإرسالها إلى الخارج".
هكذا يتحدث المواطن عن الحوار الذي دار بينه وبين من يدعون أنهم ممثلين لمنظمات دولية دون أن يكشفوا عن أسماء هذه المنظمات، ويواصل المواطن حديثه لـ"الوكالة" ويضحك ضحكة من أعماقه ويقول: "بالله عليكم هل الرفع بالأسماء إلى المنظمات الأم في الخارج سبباً في جعل هؤلاء الأشخاص لا يسجلون النساء".
هذا السبب غير المقنع للمواطنين، يبدو غير مقنعاً لدى المراقبين والمهتمين، ويقول أحد المراقبين لـ"وكالة 2 ديسمبر": "هذه الممارسات مكشوفة وهي عملية استخبارية تقوم بها ميليشيا الحوثي لمعرفة أعداد الذكور ومن هم في سن يؤهلهم للقتال معها، فهي تنظر إلى الأطفال والشباب والشيوخ بنظرة واحدة هي أنهم بضاعة موت ولا بد من المشاركة في القتال، وهذا التصرف ليس غريباً على هذه الميليشيا التي تقاتل بأبناء الناس من أجل أن يعيش أسيادها".
ويُضيف: "عندما شعرت ميليشيا الحوثي بقلة رجالها المقاتلين وحتى الأطفال الذين تزج بهم إلى الموت بلا رحمة.. بدأت تبحث عن ضحايا جدد، وكونها باتت عاجزة عن استقطابهم بالعاطفة والتظليل والتخويف والترهيب والترغيب، لجأت إلى طريقة تسجيل الذكور مع تحديد السن مستغلة حالة الجوع المستشري الذي تسببت فيه لتدخل من باب منحهم المساعدات الغذائية في حين أن هذه الطريقة مكشوفة لدى كل مواطن يمني، فالمواطنين أذكى من ترهاتها".
ويُشير المراقب السياسي إلى أن ميليشيا الحوثي ستحاول معرفة أعداد الذكور الذين يقطنون العاصمة ليتسنى لها اقتيادهم بالقوة للقتال معها، وهذا الأمر يتطلب من الأمم المتحدة والمجتمع الدولي ومختلف منظمات حقوق الإنسان تقصي الحقائق وعدم تجاهل هذا الخيط الذي يقود إلى جريمة بشعة وانتهاكٍ جسيم ضد الإنسانية لو تمت مثل هذه العملية التي تحاول ميليشيا لا تخضع لا للنظام ولا للقانون ولا لأي عرف أو مذهب أو دين أن تمارسها ضد شعبٍ يعاني الأمرين منذ أن انقلبت على السلطة، خاصة أن هذه الميليشيا تقوم باستغلال الناس عبر باب الاغاثة في زمن الجوع الذي تمخض عن حكم هذه الميليشيا وممارسة مختلف أنواع التعذيب والفساد والانتهاكات للإنسانية ضد الشعب اليمني.