دلالات الاحتفاء الحوثي بخرافة الولاية
في مثل هذه الأيام من كل عام، يحتفل الحوثيون بما يسمونه "يوم الولاية"، وهو ذكرى مزعومة لا تستند على أي أساس تاريخي أو ديني صريح، لتعيين علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) وليًا للمسلمين بعد وفاة الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم).
ويدّعي الحوثيون، كما هو دأب الجماعات الشيعية، أن هذا الحدث هو أساس مشروعهم السياسي، ويزعمون أنهم يمثلون نزول الولاية من الله إلى المسلمين، وأنهم الأحق دون سواهم بحكم اليمنيين والتسلط عليهم ومصادرة إرادتهم وحريتهم.
تأكيدهم لا يخلو من الإيجابية لجهة كشفهم عن حقيقة مشروعهم الذي لا يقبل الديمقراطية والحرية والكرامة للشعب اليمني؛ إذ لا كرامة في ظل ثقافة تقسم الشعب إلى سيد يحكم وعبد محكوم.
جملة المزاعم الحوثية لا تستند إلى أي دليل شرعي أو تاريخي؛ بل هي خرافة مبتدعة للتسلط على رقاب الناس بادعاء الحق الإلهي في الحكم، بغرض محو الإرادة الديمقراطية الحرة، التي خولت لليمنيين- على مدى عقود- اختيار من يمثلهم ويحكمهم عبر صناديق الاقتراع.
إن تمسك المليشيات الحوثية بهذه الخرافة يدل على مدى رفضها للديمقراطية والشورى والتعددية، وعلى مدى استغلالها الاحتفالات الدينية لترويج مشروعها الطائفي والانقلابي.
ومما لا شك فيه، أن الحوثيين يدركون أن المجتمع اليمني يرفض مشروعهم رفضًا قاطعًا، وأن لجوءهم إلى التمسك بهذه الخرافة نابع من إدراكهم أن المجتمع لا يمكن أن يقبل بهم إن كانت هناك تجربة ديمقراطية نزيهة وشفافة.
لهذا؛ يلجأ الحوثيون بإصرار إلى هذه الخرافات والادعاءات، للاستمرار بنهب حقوق الناس وفرض مشروعهم الطائفي بالقوة والترويع حتى لو كلفهم ذلك إراقة دماء الأبرياء؛ المهم في نظرهم واعتقادهم أن يستمروا في تسليط سيف الانتقام على رقاب الناس وإرهابهم بكل وحشية، بهدف انتزاع اعتراف قسري منهم بحق الكهنوت في الحكم على أساس إلهي.
ومما لا شك فيه أيضًا، أن احتفاء مليشيا الحوثي بخرافة الولاية ومزاعم الحق الإلهي للسلالة يعزز من قناعة الشعب اليمني في عدالة قضيته وقدسية معركته الوطنية التي يخوضها لاستعادة دولته ودفن تلك الخرافة الهادفة لاستعباده.