عن الوثيقة الفكرية للحوثيين وخطورتها على اليمن
مخطط الحوثيين إسقاط التجربة الإيرانية بحذافيرها من خلال فرض المذهب الشيعي كمذهب رسمي للدولة، ومن خلال فرض "ولاية الفقيه"، و مزاعم الحق الإلهي في الحكم لصالح عصابة وأسرة تدعي كذبًا وزورًا علاقتها بنسل رسول الله.
المتتبع لمسيرة الحوثيين التخريبة يدرك ذلك جيدًا، ولابد هنا للمتابع من الاطلاع على الوثيقة الفكرية لهم ليدرك خطورة هذه العصابة على النظام الجمهوري وعلى الدين وعلى النسيج الاجتماعي للشعب، والسلم الأهلي، وعلى دولة المواطنة.
تُعرف الوثيقة الفكرية للحوثيين بأنها نتاج ما توصلت إليه اللجنة المكلفة بصياغة الاتفاق بين من وصفتهم بأبناء الزيدية عمومًا ومن جملتهم من أسمتهم "المجاهدون" وفي مقدمتهم المدعو عبدالملك بدر الدين الحوثي وبعض من أسمتهم علماء الزيدية وأتباعهم وعلى رأسهم عبدالرحمن حسين شايم وحسين بن يحيى الحوثي، حسب ما ورد في الوثيقة.
يسعى الحوثيون من خلال هذه الوثيقة لاحتكار تمثيل ما هو "زيدي"، بدعوى اصطفائية من يصفونهم بأنهم آل البيت، وبالتالي احتكار تمثيل اليمنيين في المناطق التي يشيع فيها المذهب الزيدي، ثم احتكار تمثيل اليمنيين انطلاقًا من مبدأ الحق الإلهي بالحكم.
تحمل الوثيقة أفكارًا طائفية، فهي مثلًا تدعو إلى الإيمان بعد الرسول صلى الله عليه وسلم بمن تتكئ عليه زورًا، أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، ثم الحسن ثم الحسين ثم من تصفهم بالأئمة من أولادهما كزيد والقاسم بن إبراهيم والهادي والقاسم العياني والقاسم بن محمد، ومن نهج نهجهم من الهادويين.
وبحسب الوثيقة، فالحوثيون يعتقدون بفكرة الاصطفاء، وعلى ذلك فهم يعتقدون أن الله سبحانه اصطفاهم دونًا عن الخلق بزعمهم من بيت رسول صلى الله عليه وآله وسلم، وجعلهم هداة للأمة وورثة للكتاب من بعده إلى أن تقوم الساعة، حسب زعمهم، وعلى ذلك ورد في وثيقتهم (إن عند كل بدعة تكون من بعدي يكاد بها الإسلام وليًا من أهل بيتي موكلًا يعلن الحق وينوره ويرد كيد الكائدين فاعتبروا يا أولي الأبصار وتوكلوا على الله)!!
لا يسعى الحوثيون لفرض نظام سياسي للبلاد، بل فرض نظام طائفي شيعي كمذهب رسمي للبلاد، وهذا ما جعلهم لا يكتفون بالسيطرة على العاصمة السياسية للبلاد، بل حاولوا فرض سيطرتهم بالقوة على المدن والقرى، ومن ثم فرض فكرهم ومنهجهم المدعوم من إيران.
وما إقدامهم على تغيير المناهج الدراسية ودس سموم أفكارهم داخلها من خلال تدريس الشخصيات الشيعية في المنهج، و تزوير أحاديث عن رسول الله تتحدث عن حب آل البيت، إلا حلقة من سلسلة ممنهجة هدفها الوصول إلى تششيع اليمن لضمان بقاء اليمن قاعدة عسكرية لإيران.