من المخا.. الشيخ سلطان البركاني: القضية التي نزف من أجلها الزعيم صالح ما زالت تستحث اليمانيين لتلبية ندائه الأخير (نص الكلمة)
دعا الشيخ سلطان البركاني رئيس مجلس النواب، الشعب اليمني إلى مواصلة معركته في قتال الإمامة الجديدة في كل الربوع؛ مؤكدًا أن القضية التي نزف الشهيد الزعيم علي عبدالله صالح دمه وروحه من أجلها ما تزال واقفة تستحث اليمانيين في كل مكان وتستنصر نخوتهم لتلبية النداء الذي وجهه لحظة الرحيل.
وقال البركاني في كلمة ألقاها، اليوم الأحد، خلال المهرجان الجماهيري الذي أُقيم في مدينة المخا؛ إحياءً للذكرى الـ5 لثورة الثاني من ديسمبر، إن الشهيد الزعيم ورفيقه الشهد الزوكا، قدّما أروع المُثل في البطولة والدفاع عن شرف وطنهم وأمتهم ومستقبل الأجيال، ودفاعاً عن الثورة والجمهورية والحرية والديمقراطية والدولة المدنية والمؤسسات.
وأضاف رئيس مجلس النواب، أن الزعيم الشهيد ظل "طيلة ٣٣ عاماً حاكماً يحب لشعبه الحياة الكريمة الآمنة، وجنبه بحكمته مخاطر الموت الكثيرة، وظلت الحكمة خط الدفاع الأول عن الوطن، وكان الموت في وعيه وقناعته خط الدفاع الأخير حين تُبهت الخياراتُ الأخرى.. وكانت عقيدته (حياة بكرامة أو موت بشرف)".
وحيّا الشيخ البركاني "القائد الصلب الشجاع العميد طارق صالح"، وكل رفاق السلاح في مواقع الشرف في كل جبهات القتال؛ مؤكداً أن "الكراهية والإخضاع التي تحقن بها المليشيات الحوثية الإرهابية شرايين المجتمع اليمني تقوم على وعي خبيث لتوليد المسافات بين الأطياف الاجتماعية لتمزيق كتلتها المتماسكة، وأن محاولة تمزيق اليمن على أسس مذهبية وعرقية وتجزئته جغرافياً مؤامرة فظيعة تستهدف مستقبله وجهازه المناعي وتحاول أن تصيب بلادنا في قلبها وتحولها من يمن الجميع إلى مملكة سلالة مقيتة".
وتابع: "لقد غادرت المشهد وجوهٌ كثيرة، وفي المشهد نفسه يزيد حضور الزعيم علي عبدالله صالح من قبره ليؤكد أنه هزم الموت وهزم المليشيات الإرهابية وهزم الإمامة وغرس في نعشها أكثر من مسمار حتى وهو ميت تحت الثرى، وما زال يقاتل من أجل وطنه وفي سبيل شعبه، وما زال يخزي ويعري مليشيات الموت والدمار".
ودعا لإسقاط "وثيقة الغدر" المسماة "لعنة ستوكهولم"؛ مشدداُ على أنه حان وقت تحريك الجبهات العسكرية في كل مكان "بعد أن امتدت أيادي الإرهاب الحوثية إلى كل موانئنا في المناطق الشرقية تمارس الحصار والإرهاب والقتل دون وازع من ضمير أو خوف أو خجل".
وأكد أن "الرهان على السلام الضائع ليس إلا زيادةً في المعاناة للشعب اليمني، فالمليشيات الحوثية الإرهابية ليست شريك سلام. وأن تحريك جميع الجبهات هي الطريقة الوحيدة، وأن تطهير الحديدة من رجس الوثنية الإيرانية وخبث السلالية المقيتة صار أمراً حتمياً مثله مثل تعز، والضالع، وإب، والبيضاء، ومأرب، وصعدة، والجوف، وصولاً إلى صنعاء".
ودعا رئيس مجلس النواب القوى الوطنية بمختلف مكوناتها إلى "الوقوف صفاً واحداً لإسقاط المشروع الإمامي واستعادة الدولة والحفاظ على الثورة والجمهورية".
وزاد: "إني وعدد كبيرٌ من زملائي في مجلس النواب، على استعداد كامل لأن نحمل السلاح ونقاتل من أجل تطهير الحديدة وتعز وكل شبر في طول الوطن وعرضه.. كما أن لدى الزملاء الآخرين في مجلس النواب القرار الوطني الشجاع بأن يوزعوا أنفسهم على جبهات القتال ويحملوا السلاح من أجل تحريره".
وتوجه "بخالص الشكر والتقدير لأشقائنا في المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات وتحالف دعم الشرعية، على ما قدموه وعلى التضحيات الجسام التي تحملوها والمواقف الأخوية الصادقة التي لا يجحدها جاحد".
وأشار الشيخ البركاني إلى أن ثورة الثاني من ديسمبر شكلت المعْلَم المضيء لإرادة الشعب وهو العدل؛ لأن العدل يبقى دائماً قلب السلام النابض.. ولا سلام مع مليشيات إرهابية"؛ مُردفًا:"فقبلتنا صنعاء والطريق للوصول إليها متاح من أي مكان، فليس على تحرير أرضنا محضور، فلنملك الشجاعة ونأخذ القرار الصحيح..".
نص الكلمة:
يا أبناء شعبنا اليمني العظيم في الداخل والخارج..
بداية اسمحوا لي أن أرحب بجميع الحاضرين ترحيباً حاراً باسمي ونيابة عن العميد الركن طارق محمد عبدالله صالح رئيس المكتب السياسي للمقاومة الوطنية، وأن أحيي هذه الجماهير الوفية والذين حرصوا على إحياء الذكرى الخامسة لاستشهاد الزعيم الخالد/ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية الأسبق، ورفيق دربه الأمين الشهيد الأستاذ عارف عوض الزوكا في ثورة الثاني من ديسمبر 2017م، واللذين ضحيا بحياتيهما في مقارعة المشروع الحوثي الإمامي ودفاعاً عن مكتسبات النظام الجمهوري.
الأخوة.. الأخوات.. الحاضرون جميعاً
لقد خسر اليمن والأمة باستشهاد الزعيم علي عبدالله صالح قائداً وطنياً وعربياً بارزاً، استطاع بحكمته وحنكته السياسية أن يطفئ نيران الصراعات، ويلم شمل اليمنيين تحت سقف الجمهورية والديمقراطية ودولة النظام والقانون.. كما استطاع أن يبني جسوراً متينة من العلاقات المشتركة مع الأشقاء والأصدقاء ويجعل اليمن واحة للأمن والاستقرار وقلعة حصينة لحماية الأمن القومي العربي لتشكل اليمن عاملا مساعدا لأمن واستقرار دول المنطقة والملاحة البحرية، وباستشهاد الزعيم كشرت الجماعات الإرهابية عن أنيابها وسيظل الخطر قائما إذا ظلت العاصمة صنعاء تغرد خارج السرب العربي.
يا أبناء شعبنا اليمني العظيم..
إن المكتب السياسي للمقاومة الوطنية سيظل وفياً لنضال وتضحيات أبطال ثورة الثاني من ديسمبر، وسيواصل النضال على الدرب الذي سار عليه شهداء الثورة اليمنية (26 سبتمبر و14 أكتوبر) بقيادة المناضل العميد الركن طارق محمد عبدالله صالح عضو مجلس القيادة الرئاسي – رئيس المكتب السياسي للمقاومة الوطنية، كما نؤكد أنه لن يقبل أن تظل جماعة إرهابية جاثمة على صدر شعبنا وتتحكم بحياته وتسلب إرادته وحقوقه وحرياته، وإننا ومعنا كل قوى الصف الجمهوري لن نقف مكتوفي الأيدي ومكتسبات بلادنا تدمر ومنشآتنا الاقتصادية الوطنية تستهدف بطائرات مسيرة أو بصواريخ صناعة إيرانية، ولن نسمح أيضا بأن تظل اليمن وكرا لإرهاب الحرس الثوري الإيراني أو منصة لإطلاق الصواريخ على الأشقاء وتهديد الملاحة الدولية وإمدادات الطاقة.. ولن نقبل باستمرار وضع اللا حرب واللا سلام في اليمن وتظل العاصمة صنعاء مختطفة من قبل مليشيات الحوثي المدعومة إيرانياً.. وهو ما يوجب على كل قوى الصف الجمهوري أن يكون لها رد قوي على ذلك، وإننا في المكتب السياسي نجدد التأكيد على أن أيادينا ممدودة لجميع القوى والمكونات السياسية للعمل على تعزيز وحدة الصف وتسخير كل الإمكانيات والطاقات للحفاظ على نظامنا الجمهوري وهويتنا الوطنية.
ونقولها اليوم وليسمع القاصي والداني، أن ما يهمنا هو الحفاظ على النظام واستعادة مؤسسات الدولة المختطفة وتحرير العاصمة صنعاء.. فهذا هو مفتاح السلام الذي ينشده شعبنا اليمني وأن يحتكم الجميع لصناديق الاقتراع، بعيداً عن خرافة الولاية.. فهذه قضيتنا المقدسة وجوهر معركتنا الوطنية، ولا يمكن أن نظل نغمض أعيننا عن جرائم الحرب والانتهاكات التي ترتكبها الميليشيات بحق شعبنا يومياً.. فمسؤوليتنا الوطنية والأخلاقية تفرض علينا حماية شعبنا بشتى الوسائل والسبل.
يا جماهير شعبنا اليمني العظيم..
إننا نؤيد قرارات الحكومة ومجلس القيادة الرئاسي المتخذة إزاء التصعيد الحوثي الخطير، ونعتبرها قرارات وطنية شجاعة يجب أن تليها خطوات وإجراءات عملية تترجم على الميدان لمواجهة هذا التصعيد، فلم تكتف بنهب الإيرادات وتشديد الحصار على تعز والحديدة ورفض تسليم المرتبات، بل إنها تسعى إلى السيطرة على منابع النفط والغاز أو استهدافها بالصواريخ والمسيرات المصنوعة إيرانياً، غير مكترثة بتفاقم الأوضاع الإنسانية التي يعاني منها الشعب أصلا، ولكم هو مؤلم أن تتمادى هذه الميليشيات في ارتكاب جرائم حرب بحق الشعب اليمني، فيكتفي المجتمع الدولي بالإدانات والتنديدات دون اتخاذ إجراءات رادعة، الأمر الذي شجع الميليشيات على ارتكاب المزيد من الأعمال الإرهابية ونسف أي جهود تبذل لتحقيق السلام في اليمن.
وأمام استمرار هذا التصعيد الحوثي ندعو مجلس القيادة الرئاسي إلى الإصغاء لأنين الشعب وأن يتحمل مسؤولياته، وأن يكون رهانه الأول على فوهات البنادق لاستكمال معركة التحرير وصولا إلى العاصمة صنعاء.
أيها الأخوة والأخوات..
لا يفوتنا في هذا اليوم المهيب أن نحيي النضال البطولي الذي يخوضه أبناء شعبنا رجالا ونساء في الداخل والخارج ضد ميليشيات الحوثي وممارساتها العنصرية وفضح فسادها، ونؤكد دعمنا ومساندتنا لكل فعل ثوري يخدم انتصار قضيتنا الوطنية، كما نحيي الرفض الشعبي لما تسمى بمدونة السلوك الوظيفي، والتي تحاول الميليشيات من خلالها فرض حياة العبودية والاستعباد على شعبنا اليمني الحر الأبي.
ونجدها مناسبة لنحيي جهود عضو مجلس القيادة الرئاسي العميد الركن طارق محمد عبدالله صالح الذي يخوض أكثر من جبهة في معركتنا الوطنية ومثلما له حضور بارز في جبهة البناء العسكري فهاهي بصماته واضحة في إقامة مشاريع استراتيجية كفيلة بان تحقق نهضة غير مسبوقة في حياة ابناء الساحل الغربي خاصة واليمن عامة.. فمشروعنا مشروع حياة لمواجهة مشروع الموت والإرهاب الحوثي. ولا يفوتنا هنا ان نحيي في هذا اليوم اولئك الابطال المرابطين في جبهات العزة والكرامة والمدافعين عن حرية وكرامة الشعب اليمني ومكتسبات ثورته.
ونثمن عالياً المواقف التاريخية للأشقاء في التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، على دعمهم السخي ومساندتهم للشعب اليمني في معركة القضاء على ميليشيات الحوثي والتمدد الإيراني.
نجدد العهد بمواصلة النضال على درب ثورة الثاني من ديسمبر وتنفيذ وصايا الزعيم..
المجد والخلود للشهداء.. الشفاء للجرحى.
الحرية للأسرى من أبطال ثورة الثاني من ديسمبر وعلى رأسهم محمد بن محمد صالح وعفاش طارق صالح ولكل الأسرى والمختطفين والمخفيين قسريا في معتقلات ميليشيات الحوثي الإرهابية.
تحيا الجمهورية اليمنية..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.