سلسلة حلقات تنشرها وكالة 2 ديسمبر، من ملف بعنوان (خرافة الولاية)، وفيما يلي الحلقة الرابعة عشر..

 

-أهل: أتت في القرآن الكريم، حال إسنادها للعاقل، معبرة عن القرابة العضوية، يقول تعالى " وَنَادَىٰ نُوحٌ رَّبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ، قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ ۖ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ" هود 45، 46. في النفي، نفي لتأثير القرابة العضوية مع عدم الإتباع، وليس نفيا للقرابة ذاتها. ويقول تعالى:" فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِّنَ اللَّيْلِ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ" هود 81، ويقول " فَأَنجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ" الأعراف 83، النمل 57، ويقول:" اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هَذَا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْه أَبِي يَأْتِ بَصِيرًا وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ" يوسف 93، ويقول " وَاجْعَل لِّي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي. هَارُونَ أَخِي" طه 29، 30. مما سبق يتبين بأن لفظة "آل" أوسع دلالة من لفظة "أهل" التي تختص بالقرابة العضوية، والأولى بالإمكان أن تشمل الثانية إلا أن معناها الأصلي هو الأتباع. عقب هذا المدخل نستعرض أهم الأدلة العامة بأهل البيت:

 

* آية التطهير: المقصود قولة تعالى "إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا" الأحزاب 33. والعبارة هي جزء من آية لا آية كاملة ويستند عليها الشيعة في إثبات خصوصية قرابية عضوية فيها منحة تفضيلية إلهية. وبشأنها يمكن إيراد الملاحظات التالية:

 

الآية كاملة والآيات قبلها وبعدها تشير بوضوح إلى نساء النبي.

 

مما تدل عليه لفظة أهل في القرآن، الزوجة، يقول تعالى في بشارة الولد" وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ، قَالَتْ يَا وَيْلَتَىٰ أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَٰذَا بَعْلِي شَيْخًا ۖ إِنَّ هَٰذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ ۖ رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ ۚ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ" هود 71-73.

 

الاحتجاج الشيعي بنون النسوة، فإذا كان المقصود نساء النبي فقط لقال ليذهب عنكن الرجس أهل البيت ويطهركن، وعلى هذا فمن المقصود إلى جانب زوجة إبراهيم في الآية الأخيرة؟ فقد وردت بصيغة الجمع بالميم.

 

إضافة إلى أن هناك من قال استخدمت الميم بدلاً من نون النسوة لدخول النبي الأكرم وإبراهيم عليهما السلام في التطهير والمباركة فإن آيات أخرى استخدمت الميم صيغة الجمع في حق الزوجة، منها قوله تعالى "في إحدى قصص موسى " إِذْ رَأَى نَارًا فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آَنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آَتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ" طه 10، ويدلل أكثر على أن المقصود زوجة موسى قوله تعالى " فَلَمَّا قَضَىٰ مُوسَى الْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِن جَانِبِ الطُّورِ نَارًا قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ" القصص 29. وفي الأغلب أن المقصود زوجته إذ لم يرد في القرآن أو الحديث الصحيح ما يشير إلى وجود رسل من بني إسرائيل تنتسب لموسى عدا ما أشارت إليه التوراة من وجود ولد لموسى، لكن المعلوم أن التوراة كتبت بعد موسى بقرون أقلها خمسة قرون.

 

التطهير لنساء النبي فضيلة، لكنها يمكن أن تسري على مؤمنين آخرين كما يقول تعالى "مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ " المائدة 6، سياق الآية يتحدث عن طهارة حسية لكن عبارة "وليتم نعمته" إشارة إلى أن الأوامر ليست فقط للطهارة الحسية وكذا قوله تعالى "إِذْ يُغَشِّيكُمْ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ" الأنفال 11.

 

الحلقة الرابعة عشر من ملف تنشره  وكالة 2 ديسمبر
لقراءة الحلقة الأولى  "الأسطورة السخيفة
لقراءة الحلقة الثانية "معايير الأفضلية القرآنية
لقراءة الحلقة الثالثة  "ألفاظ التفضيل في القرآن
لقراءة الحلقة الرابعة "تفضيل بني إسرائيل
لقراءة الحلقة الخامسة  "الوراثة والذرية"
لقراءة الحلقة السادسة "وراثة النبوة"
لقراءة الحلقة السابعة "عماد التشيع الفارسي"
لقراءة الحلقة الثامنة "خلافة النبي"
لقراءة الحلقة التاسعة "قصة الخضر"
لقراءة الحلقة العاشرة "يوم السقيفة"
لقراءة الحلقة الحادية عشر "فضائل الإمام علي"
لقراءة الحلقة الثانية عشرة "الأدلة الخاصة للتشيع الفارسي"
لقراءة الحلقة الثالثة عشر "ال "آل" في القرآن"

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية