انتفاضة إيران: خلع الحجاب.. واعتصامات في سجون النساء.. واشتعال الجامعات.. وتنديد أميركي بالقمع
واصل المحتجون الإيرانيون التظاهر في مختلف مدن إيران، واستمروا في إضرام النار في صور المرشدين الإيرانيين، فيما خلع النساء حجابهن، تحديا للقمع والتعتيم اللذين تفرضهما السلطات الإيرانية.
وأظهر فيدو حصلت عليه "إيران إنترناشيونال" تلميذات مدارس إيرانيات يخلعن الحجاب ويطردن مسؤولا في وزارة التربية والتعليم من المدرسة.
ووفقًا للتقارير ومقاطع الفيديو التي تلقتها "إيران إنترناشيونال"، اليوم الاثنين 3 أكتوبر (تشرين الأول)، فقد خلعت الطالبات في مختلف المدارس في طهران وكرج حجابهن وهن يرددن شعارات ضد النظام.
كما هتفت الطالبات في مدرسة بمدينة كرج: "لا نريد الجمهورية الإسلامية".
وفيما ظهر المرشد خامنئي اليوم الاثنين للمرة الأولى منذ انطلاق الاحتجاجات التي أحرقت فيها صوره، أصدر حسن الخميني، حفيد مؤسس نظام الجمهورية الإسلامية في إيران، أصدر بيانًا أشار فيه إلى الاحتجاجات الأخيرة. وقال إن إهانة المرشد علي خامنئي عقبة كبيرة أمام أي نوع من التفاهم والحوار.
وأضاف أن الشعارات الحادة والغاضبة لن تثمر، وصحة خامنئي وسلامته لهما علاقة عميقة بسلام الوطن وإصلاحه.
وفي المقابل، صرح ولي عهد إيران السابق، رضا بهلوي، لصحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، قائلا: "نظام الملالي دمر الشرق الأوسط، وتسبب في موجات هجرة ضخمة إلى أوروبا، وزرع الإرهاب في جميع أنحاء العالم. ومع ذلك، يخشى البعض في الغرب من ثورة ديمقراطية ضد مثل هذا النظام؟ مثل هذا الرأي غير ناضج للغاية".
أما البيت الأبيض فقد أعلن أن انخراط أميركا في مفاوضات إحياء الاتفاق النووي مع طهران لن يمنع الولايات المتحدة من دعم حقوق الإنسان في إيران.
وأضاف بيان البيت الأبيض أن الولايات المتحدة منزعجة من قمع الاحتجاجات السلمية في إيران على خلفية مقتل الشابة مهسا أميني.
وفي السياق، قال وزير الخارجية البريطاني، جيمس كليفري، إن "القمع العنيف للمظاهرات السلمية في إيران أمر مروع"، مضيفا: "استدعينا القائم بالأعمال الإيراني في لندن على خلفية تفاقم قمع المتظاهرين السلميين".
وبناءً على تصويت الدول الأعضاء في مجلس إدارة الاتحاد الدولي للاتصالات على تشكيل الدورة المقبلة لهذا المجلس، فقد خسرت وزارة الاتصالات الإيرانية مقعدها الذي فازت به للمرة الأولى بعد الثورة.
في الوقت نفسه، استمرت التجمعات المناهضة للنظام في الجامعات الإيرانية، وانضمت المزيد من مدارس الفتيات إلى الانتفاضة الوطنية ضد النظام، فيما أصدر مجلس تنسيق نقابات المعلمين الإيرانيين بياناً يدعو إلى إضراب المعلمين في البلاد.
يشار إلى أن مقاطع الفيديو تلقتها "إيران إنترناشيونال"، أمس الأحد، أظهرت أن الطالبات في إحدى المدارس في كرج خلعن حجابهن وهن يرددن شعار "الموت للديكتاتور".
وبعد يوم واحد من مهاجمة قوات الأمن جامعة شريف، عبر طلاب الجامعات الأخرى عن تضامنهم مع طلاب جامعة شريف ورددوا شعارات ضد قوات الباسيج.
وقد وثق مقطع فيديو وحشية قوات الأمن الإيرانية، حيث هاجمت عناصر الأمن موقف سيارات جامعة شريف بطهران لاعتقال الطلاب
وكانت جامعة طهران، وجامعة العلامة طباطبائي، وجامعة بهشتي، من جامعات طهران الرئيسية التي شهدت تجمعات اليوم الاثنين.
وقد ردد المحتجون في هذه التجمعات شعارات مثل: "نحن نقاتل لنستعيد إيران"، و"ترفعون شعار الحسين وتقتلون الشعب"، و"لا نريد الحجاب ولا دورية الإرشاد".
وفي مدن أخرى، تجمع طلاب جامعة صنعتي أصفهان، وجامعة رازي في كرمانشاه، وجامعة فردوسي في مشهد، وجامعة زنجان، وجامعة كردستان للعلوم الطبية في سنندج، وجامعة التمريض في يزد، وجامعة شيراز.
وقد ردد طلاب الجامعات شعارات مثل: "هذه الجموع جاءت من أجل حب الوطن"، وقتلوا النخب وجاءوا برجال الدين بدلاً عنهم"، و"لن نذهب حتى نستعيد جامعة شريف"، و"لا تفكروا أنه يوم واحد سنتجمع كل يوم"، و"إيفين أصبح جامعة، وطهران أصبحت معتقلاً".
ورداً على الاحتجاجات بسبب الهجوم على جامعة شريف قال المتحدث باسم وزارة العلوم اليوم الاثنين: "لم تدخل أي قوات عسكرية جامعة شريف الليلة الماضية، كانوا حول الجامعة". لكنه أضاف: "قد تنفعل القوات الأمنية في مثل هذا الموقف وتدخل الجامعة لنحو عشرة أمتار".
وقد أشاد المجلس التنسيقي للمنظمات النقابية للمعلمين الإيرانيين في بيان بشجاعة الطلاب الذين انضموا إلى الانتفاضة ضد النظام، وكتب: "أنتم تقاومون أحد أكثر أنظمة القمع وحشية في تاريخ الشرق الأوسط الحديث".
وفي الوقت نفسه، دعا عدد من النشطاء العرب الأهوازيين إلى المشاركة الفعالة لأهالي خوزستان في الاحتجاجات، وكتبوا في بيان: "الاحتجاجات الحالية تختلف بشكل واضح عن الانتفاضات السابقة، لأن كثافة المتظاهرين ونوع الشعارات تدل على حركة ثورية وتزيد من الأمل في إسقاط النظام".
كما أعلنت مجموعة من السجينات في سجن إيفين، اليوم الاثنين، اعتصامهن في سجن إيفين للنساء دعماً لـ"إضرابات واحتجاجات الشعب الإيراني"، وأيضاً احتجاجاً على "قتل وضرب وتعذيب المتظاهرين".
ومن بين هؤلاء السجينات نرجس محمدي، وعالية مطلب زاده، وسبيده قليان.