فيصل الصوفي يكتب لـ " 2 ديسمبر " : 21 سبتمبر نكبة لا ثورة
تبالغ العصابة الحوثية في الاحتفال بما تُسميه ثورة 21 سبتمبر 2014، نكاية بالشعب اليمني وثورته الجبارة 26 سبتمبر التي اقتلعت حكمًا إماميًا سلاليًا عنصريًا متخلفًا، ظل جاثمًا على صدور الأجيال المتعاقبة منذ العام الهجري 283. وإمعانًا في الازدراء، زعم سياسيو ومثقفو العصابة أن ثورتهم تلك جاءت لتصحيح مسار 26 سبتمبر 1962! كما ساوت العصابة بين الثورة الحقيقية والنكبة؛ فجعلت لهذه عطلة رسمية، بغية إغاظة اليمنيين.
أي ثورة يتحدثون عنها ويحتفلون بها؟! أي نفع لليمنيين أنجزته عصابة 21 سبتمبر منذ ثماني سنوات؟! إلا أن تكون النكبات موضوعًا للاحتفاء، فالأمر مفهوم، فيوم 21 سبتمبر كان يوم نكبة كبرى حاقت باليمنيين.. وإلا قولوا لنا أين الجانب الإيجابي فيها؟ هل تحسنت ظروف حياة المواطنين؟ هل بنت عصابة 21 مدرسة جديدة واحدة؟ هل شقت طريقًا جديدة بطول خمسين كيلو مترًا حتى؟ الجواب: لا.. كل ما في الأمر أنها أفقرت الناس وسرقت المال العام وخربت البلد.. فلنُسمِّ الأشياء بأسمائها، هذه نكبة.. نكبة على اليمنيين صغارًا وكبارًا.. نكبة على اليمنيين ذكورًا وإناثًا.
يوم 21 سبتمبر 2014 لا يعني سوى أن عصابة قتل وإعدام ولصوصية ونهب سطت على مؤسسات الدولة بالقهر والغلبة والخديعة.. عصابة مزقت النسيج الاجتماعي الذي كان يلف كل اليمنيين بحنان.. أكثرت المعتقلات.. صادرت حقوق الرجال والنساء.. هتكت الأعراض.. جلبت ويلات المجاعة والخوف والحرب.
تُحصّل هذه العصابة مليارات الدولارات الأميركية وتريليونات الريالات اليمنية من مصادر محلية وخارجية، فلا يظهر لها أثر إلا في مصرفين: الأول الانفاق الحربي المدمر، والثاني أرصدة رجال العصابة الذين يعيشون عيشًا رغيدًا في عاصمة يقتات ربع سكانها من أكوام القمامات.. فإن صاح موظف أين الرواتب؟ أو تساءل مواطن: أين الخدمات الصحية؟ أين المشاريع؟ أين شبكة الأمان الاجتماعي؟ رموه بالتهمة الجاهزة: العمالة والارتزاق.
إن الاحتفال بيوم 21 سبتمبر يُعد مهرجان عرض العيوب الفاضحة لهذه العصابة، فعيوبها باتت مكشوفة أمام أنظار الشعب اليمني.. أهدافها التي تحققت، وتلك التي ما تزال قيد النظر أقنعت جميع الناس في الداخل والخارج أن اليمن وأهلها نُكبوا بكارثة سياسية- دينية ماحقة.. واليوم، باتت أسمى أماني كل يمني ويمنية الخلاص من سلطة هذه العصابة.. هاتوا لنا علامة واحدة تشفع لها.. لا تحترم الحريات الشخصية بله الحريات العامة.. كل أنثى صارت محاصرة بالعيب، مقموعة بأوامر المشرفين.. حتى الأطفال تعلموا لعن النساء، ومُنحوا صلاحية القيام بدور الأوصياء عليهن، ومن قالت لا، كان مأواها السجن، والتهم جاهزة.. جماعة خرجت من الكهوف، وتخرج معظم رجالها من الغرف المظلمة، وتريد قيادة المجتمع بالثقافة الاستبدادية المتخلفة والحرمان والخوف، والشعارات الدينية الزائفة.. جماعة عقيدتها مركبات من الاصطفاء، والولاية، والاستبعاد، والاستئصال، والعنصرية، والطائفية.. وعمدة فضائلها الفساد، والحرمان من المرتبات.