عشية الذكرى الأولى لـ"مذبحة التحرير".. نزعة الانتقام الدموية للحوثيين تواصل إراقة دماء التهاميين (تقرير)
في مثل هذا الوقت، قبل عامٍ من الآن، كانت المليشيا الحوثية تهيئ نفسها لارتكاب مذبحةٍ وحشيةٍ بصنعاء، سرعان ما ترجمتها صباح اليوم التالي بإباحة الدماء وإراقتها، حينما أقلّت عربات السجون 9 أبرياء من أبناء تهامة بينهم طفل من غياهب السجن، ولا زالوا مكبلين بالأصفاد، إلى ميدان التحرير وسط صنعاء؛ أحاطت بهم جموع المليشيا الحوثية وقياداتها الإرهابية، ثم بدأت بالتخلص منهم واحدًا تلو الآخر في عملية إعدام جماعي علنيةٍ هزت ضمائر اليمنيين والعالم أجمع.
وبينما كان الطفل عبدالعزيز علي الأسود، يترنح غير قادرٍ على الوقوف بعد ما ناله من تعذيب قاهر في السجن أُصيب على إثره بشلل؛ شرعت عناصر المليشيا الإرهابية، أمام عدسات الكاميرا، بتسطيح الضحايا على الأرض وإعدامهم واحدًا وراء آخر، وهم- إضافة إلى الطفل عبدالعزيز الأسود- كلٌّ من: علي علي إبراهيم القوزي، عبد الملك أحمد حميد، محمد خالد هيج، محمد إبراهيم القوزي، محمد يحيى محمد نوح، إبراهيم محمد عبدالله عاقل، محمد محمد علي المشخري، معاذ عبدالرحمن عبدالله عباس، وكلهم من محافظة الحديدة.
الجريمة الوحشية أثارت سخطًا شعبيًا وتنديدًا حقوقيًا محليًا ودوليًا، لا سيما وأن الأبرياء التسعة اختُطفوا بلا ذنب من بيوتهم وأعمالهم، بعد أن اتهمتهم المليشيا الإرهابية بـ"اغتيال الصماد"؛ وهو الرئيس السابق لما يسمى "المجلس السياسي" التابع للمليشيا، والذي هلك في غارة جوية للتحالف بالحديدة في أبريل 2018م.
وطبقًا لمصادر حقوقية، فإن جريمة إعدام 9 أبرياء أحدهم طفل، مثلت أكبر وأوضح تجسيد للإرهاب الحوثي، والنقمة التي تضمرها المليشيا بشكل متوارث منذ عهد الإمامة البائد، ضد أبناء تهامة التوّاقين للحرية والعدل والكرامة، الذين أرهقوا الكهنوت في الحديدة وقارعوا حكم الأئمة الجائر منذ البدايات الأولى، دون أن يستسلموا لنهج الكهنوت أو يُسلموا له.
وفي حين كان أجير القتل يطلق رصاصته من بندقية مصوبة بدقة نحو القلب لنزع أنفاس الضحايا؛ كانت مجاميع المليشيا المدعوة إلى مسرح الجريمة للاحتفال على مأدبة الدم، وعلى رأسهم الإرهابي أبو علي الحاكم، تصرخ من نشوة الفرح وهي تشاهد تفاصيل المذبحة الأليمة، التي تحوّلت في ساحة الحرية الوطنية إلى أيقونة للنضال تأكد من خلالها اليمنيون ألا سبيل للتحرر والانعتاق إلا باستمرار المعركة الوطنية انتصارًا لهؤلاء الضحايا ونصرة لهم ولمثلهم آلاف قتلتهم المليشيا سرًا وعلانية.
وها قد انقضى عام على هذه الجريمة التي خُلّدت في ضمائر اليمنيين من أشنع الجرائم الحوثية وأبشعها، لتعاود المليشيا تطبيق سيناريو الجريمة نفسه ضد أبناء الحديدة أنفسهم؛ لكن هذه المرة بعيدًا عن عدسات الكاميرات، وذاك ما يحصل في عزلة "القصرة" بمديرية بيت الفقيه من قتل وسلب ونهب واعتقالات طالت المئات من أبناء المديرية الرافضين لعمليات سطو واسعة تقوم بها المليشيا قسرًا لسلبهم أرضهم، مصحوبة بعشرات الآليات العسكرية ومئات العناصر المسلحة لفرض الأمر الواقع واغتصاب الحق أمام أصحابه.