صور| (استطلاع) مخاوف من كوارث .. " 2 ديسمبر" في مخيمات النازحين المنكوبين من السيول بمأرب
حالات مأساوية تعيشها آلاف الأسر النازحة في مخيمات النزوح المتفرقة على أطراف محافظة مأرب، شمال شرق اليمن، عقب اشتداد السيول والأمطار التي اجتاحت مخيماتهم لتضيف إلى مآسيهم في التشرد والنزوح مأساة جديدة بوقعٍ كارثي أشد.
ظروف صعبة قاسية ومؤلمة يواجهها النازحون في مأرب مع دخول موسم الأمطار الغزيرة والرياح الترابية العاتية، بمنازل من خيام مهترئة أو منازل بنوها على ممرات السيول باتت مؤخرًا في مرمى تلك الكوارث، مخلفةً وقائع أكثر مأساوية عاشها النازحون.
يؤكد مدير الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين في المحافظة سيف مثنى، أن هطول الأمطار، وتدفق مياه السيول الجارفة، وهبوب الرياح القوية؛ قد تسببت في جرف وهدم الآلاف من مساكن النازحين خلال اليومين الماضيين.
وأشار إلى أن هطول الأمطار وتدفق السيول أحدثا دمارًا كبيرًا في المخيمات الواقعة في المدينة والوادي، وغيرها من مديريات المحافظة، وأدت إلى حدوث أضرار كبيرة في أكثر من 13 ألف مأوى للنازحين.
ولفت إلى أن النازحين باتوا من غير مأوى بعد أن طمرت مياه الأمطار والسيول منازلهم من الخيام والأكواخ، وأتت على ما يملكون من متاع وغذاء.
أضرار جسيمة
مخيم "الجفينة" للنازحين، وهو أكبر مخيم للنزوح باليمن، وأحد قرابة 197 مخيم نزوح في مأرب؛ شهد مأساة ومعاناة كبيرة عاشها النازحون جراء السيول والأمطار.
يقول تقرير الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين في المحافظة، إن السيول الجارفة أدت إلى تضرر نحو 13549 مأوى للنازحين، بمخيمات النزوح الواقعة في مديريات: "مأرب المدينة، الوادي، حريب، ورغوان".
تقرير الوحدة التنفيذية أشار إلى أن من بين هذه المآوي المتضررة 2577 مأوى دُمرت كليًا، فيما 10972 مأوى تضررت بشكل جزئي.
وتوزعت المآوي المتضررة على النحو الآتي: 1771 مأوى متضرر كليًا في المخيمات الواقعة بمديرية المدينة، و5815 مأوى تضررت بشكل جزئي، و572 تضررت كليًا بمديرية الوادي، و4587 جزئيًا، و145 تضررت كليًا بمديرية رغوان، فيما تضررت 372 بشكل جزئي، في حين تضرر 89 مأوى بشكل كلي في مديرية حريب، و198 بصورة جزئية.
مأساة تغمر النازحين
يقول "محمد"، وهو أحد النازحين في مخيم الجفينة: "المعاناة مع النزوح كأنها لم تكن كافية لما نعيشه هنا، لتتوسع أكثر مع هطول الأمطار والسيول الغزيرة التي دمرت مخيماتنا وجعلتنا عرضة لمعاناة لا حصر لها".
يضيف في حديث لـ"2 ديسمبر" الإخبارية: "لم نعد حالياً ندري إلى أي وجهة نذهب، المعاناة تحاصرنا من كل الاتجاهات".. مضيفًا: "منازلنا دمرتها الأمطار، وأصبحنا لا نمتلك غير ثيابنا، وبعضنا أتت السيول على كل ما يملك".
نازحو المخيم، ومن ضمنهم محمد، وجّهوا مناشدة عاجلة إلى العالم، للتدخل العاجل وإنقاذهم من تلك السيول الغزيرة، والعواصف، ومن الوضع المأساوي الذي يعيشه النازحون جميعًا، لا سيّما إنها في بدايتها.
مساكن هشة
ويعيش النازحون في مخيمات النزوح المترامية بأطراف محافظة مأرب بمساكن ومآوٍ أغلبها من القش والقماش والطرابيل، ما يجعلها عرضة للدمار مع أي تقدم لعواصف أو رياح أو أمطار أو سيول قد تحدث.
"محمود" نازح آخر، يشير إلى أن العواصف والرياح ترمي مآويهم الهشة التي لا يمكن أن تقي شيئًا من شدة الرياح والأمطار، فكيف بأُسر وأمهات وأطفال تناثرت حياتهم بين معاناة النزوح ومآسي العواصف والأمطار.
وفي العديد من مخيمات النزوح بأطراف محافظة مأرب، تعرض النازحون لمأساة كبيرة مع هطول الأمطار وسيولها الجارفة، والرياح المصاحبة لها؛ إذ يشيرُ النازحون في هذه المخيمات إلى "أن الرياح الشديدة المصاحبة للأمطار ألحقت أضراراً كبيرة بمعظم الخيام، وحولت حياتهم إلى مأساة".
تذكر الأسر النازحة أن عدداً منها باتت في العراء بعد أن دُمرت المخيمات وغرقت أغراضهم بمياه الأمطار، لافتةً إلى عدم تلقي عدد من الأسر حتى الآن أي مساعدات، أو تدخل من المنظمات المحلية، أو الدولية العاملة في مجال الإغاثة الإنسانية في محافظة مأرب.