قبل يومين أحاط المبعوث الخاص لسكرتير عام الأمم المتحدة إلى اليمن غروندبرغ، مجلس الأمن الدولي علمًا بأن الجماعة الحوثية مستمرة في فرض حصارها على مدينة تعز منذ العام 2015، وأنها رفضت اقتراحًا منه بشأن فتح الطرق على مراحل.
 
لكن ثمة قالة مختلفة لمحللين ومحرِّمين يُوصفون بأنهم أكاديميون وسياسيون وأساتذة علاقات دولية، وهي أن الحصار المفروض على المدينة ليس حوثيًا البتة، بل فرضه عليها طارق صالح..!! وأنه إذا كان طارق صالح يتحدث عن خطاب وطني وعن تغيّر، فعليه أولًا رفع حصار قواته عن تعز، وأن يلقي خطابًا واضحًا يقدّم فيه اعتذارًا للشعب اليمني؛ بل عليه وعلى أحمد علي الاعتذار.. ولم لا؟! ألم يكونا من الذين أذاقوا تعز وساكنيها الويلات؟!
 
هكذا هي قالة القوم الذين يستكثرون على الناس معرفتهم أن لا أحمد علي، ولا العميد طارق شارك في أي عمل قتالي أو أمني في تعز، وهذه حقيقة يتجاهلها خصوم قولة الحق.
 
إنهم يتحدثون عن حصار فرضه العميد على مدينة تعز، بينما لا يوجد حصار من هذه الجهة؛ وإنما المسألة تتعلق بإعادة تأهيل طريق المخا- تعز، والعميد انتقل إلى التربة عبر الكدحة، رغم مشقة السفر على هذا الطريق المحفوف بمخاطر جمة.
 
بعض القوم شغلتهم أسئلة خاصة حول العميد، وأثاروا غبار معارك من الماضي الذي لا علاقة له به، ولا بها.. سأل سائل بأي صفة يزور تعز؟ هل كونه نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي أم زعيم كانتون الساحل الغربي؟ ما هي أجندة زيارته؟ وما المحذور؟ لعل هدفه تحرير المحرر، أو السيطرة على مناطق تعز المحررة.
 
إذا كان لا بد من التذكير، فهو عضو مجلس القيادة الرئاسي – قائد المقاومة الوطنية ورئيس مكتبها السياسي العميد الركن طارق محمد عبدالله صالح.. زار التربة بهذه الصفة، وفي كل يوم ستجدونه في مكان ما من بلاد اليمن.
 
لقد ورث عن عمه الشهيد الرئيس علي عبدالله صالح مزية التحرك بين المواطنين والإنصات إليهم، حيث كان يفطر في صنعاء ويتغدى في سقطرى، ويمسي في حضرموت، ويصبح في حجة، وقد قال لنا أحد الوزراء إنه ورفيقين له اعتذروا عن عدم الاستمرار في الجولة الميدانية لأنهم أُرهقوا تنقلًا بصحبة رئيس جمهورية لا يتعب.
 
العميد أيضًا لا يتعب.. أنجز خلال أيام عيد الأضحى كثيرًا من المهام التي وضعها في جدول يومياته.. على سبيل الذكر لا الحصر: وجّه المكتب السياسي بتنظيم احتفالات ثقافية لإضفاء البهجة على نفوس رجال ونساء وأطفال بمناسبة العيد الديني الكبير.. زار مدينة التربة.. ترأّس واجتمع وعقد لقاءات مع المحافظ شمسان، مع قيادة المحور العسكري لتعز، استقبل مديري ومشايخ وأعيان مديريات المخا، موزع، الوازعية، ذوباب، وفروع التنظيمات السياسية وجمعيات النفع العام فيها.
 
كل هذه القيادات خبرت دعم ورعاية العميد للمشاريع الخدمية، وتقديم العون الإنساني؛ بل تمويل مشاريع التنمية والبنى التحتية فلا عزاء للشاغِبين.. وهو من جانبه يؤكد على تنسيق وتكامل الجهود والأدوار من أجل تعزيز حضور الدولة ومؤسساتها والدفع بعجلة التنمية والتطوير في مناطقهم، وتحسين الخدمات التي تُقدّم للمواطنين، والتعاون مع الأجهزة الأمنية لتوفير أجواء مناسبة للاستثمار، وأن يجعلوا مديرياتهم نماذج يُحتذى بها.
 
نعود إلى شغب الشاغِبين.. فمِن قبل، رفعوا أصواتهم الجهيرة: يجب ممارسة شتى صنوف الضغط على طارق عفاش لكي يعترف بالشرعية، أن يترك المخا، أن يسحب قواته من أي منطقة تعِزّية وجِدت فيها؛ أما هذه المرة، فإن عليه دفع ألوية حراس الجمهورية نحو مناطق محافظة تعز الغربية، لتحريرها من جور المليشيا الحوثية.. 
ينبغي على قوم العطالة- خاصة إدراك حقيقة سياسية كبيرة، وهي أن مختلف المجموعات السياسية المتشابهة أو المتباينة أيديولوجيًا، تجمعها اليوم أهداف عامة، ومصلحة عامة، وأن الشغَب السياسي الذي يُثار حول العفاشية، أو حول زيارة العميد للتربة، يتعارض مع الأهداف والمصالح العامة التي يحملها مجلس القيادة الرئاسي؛ بل يتعارض أيضًا مع مصلحة أي حزب وطني، ولعل بعض الأحزاب تشعر الآن أن خصومتها لقيادات المقاومة الوطنية ومكتبها السياسي لم تكن في مصلحتها.. وتُرينا الشواهد الحية أن الشغَب الانعزالي حول خلخلة التركيبة الديموغرافية في تعز، كانت عبارة عن قالة أحمق أعمى يتملكه الغضب، وتحرِّكه الكراهة للآخرين.
 
إنّ بين يدي قيادات المقاومة الوطنية ومكتبها السياسي برنامج عمل سياسي وطني، يتم التصرف بناء عليه، ولا يدور في خلد أيٍّ من هذه القيادات تفكير أو نزوع لاستبعاد الآخرين، كما ليس بمقدور أي مجموعة أو مجموعات سياسية، طرد المقاومة الوطنية من الميدان.. لقد عفى الزمن على هذا التفكير، لو تعلمون.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية