لا يفارق القلق والخوف من الإصابة بالكوليرا أعضاء هيئة التدريس بجامعة إب وطلاب الجامعة، بعد إصرار مليشيات الحوثي الكهنوتية على إقامة مركز طبي لعلاج وباء الكوليرا المعدي في الحرم الجامعي بالشراكة مع منظمة "أطباء بلاء حدود"، يخشى الدكاترة والطلاب من انتقال الوباء إليهم والذي ينتشر سريعًا من مصابي الكوليرا وأدواتهم المرمية التي يستخدموها في محيط المركز بالحرم الجامعي.

 

وعلى الرغم من مخالفة إقامة المركز وخطورته على مرتادي الجامعة ودعوات إيقافه، تمضي المليشيات في إقامته، ولا ترى أي خطر على طلاب وأكاديمي الجامعة من الوباء الذي أقيم المركز من أجل إنهائه.

 

مهمة ميليشياوية لنقل الكوليرا إلى الجامعة

وأفادت مصادر رئاسة جامعة إب لـ "وكالة 2 ديسمبر"، بلقاء أمين عام المجلس المحلي بمحافظة إب أمين الورافي، القائم بأعمال مدير مكتب منظمة أطباء بلا حدود داجي مليدت، بحضور نائب رئيس الجامعة الدكتور عبدالله الفلاحي، واستعرض اللقاء أعمال التجهيزات والاستعدادات الجارية لإنشاء مركز في الحرم الجامعي لجامعة إب، واستقبال ومعالجة الحالات المصابة بالكوليرا.

 

وأوضحت، أن قيادة المليشيات تمارس ضغوطًا كبيرة على رئاسة الجامعة من أجل التوقيع على إقامة المخيم، لافتًا إلى خطورة إقامته في الحرم الجامعي، موضحًة أكثر:" الجامعة يرتادها آلاف الطلاب ضف إليه الكادر الأكاديمي، وسيكون الغالبية منهم مهدد بالإصابة بالمرض المعدي"، مواصلًا توضيحه: "ينتقل المرض بشكل سريع، فبمجرد وصول المرضى وانتقالهم وحركتهم داخل الجامعة ولمسهم للأشياء وبصقهم على الأرض واستخدام الأدوية والمناديل وأكواب البوافي في الجامعة، سينتقل المرض إلى الطلاب والدكاترة".

 

ولم تستبعد المصادر في تصريحها انتقال المرض إلى أماكن واسعة في المحافظة في حال إقامة المخيم ووصول التلوث إلى آبار الشرب المتواجدة بداخل الحرم الجامعة، محذرة من إقامة المركز، مطالبة رئيس الجامعة برفض التوقيع على إقامته لأنه مخالف لمعاير الجودة كونه مرض معدٍ وسريع الانتشار.

 

مركز ضمان الجودة يرفض إقامة المركز

وأكد صحة إفادة المصادر بمخالفة إقامة المركز في الحرم الجامعي لمعايير الجودة وخطورته على الطلاب والدكاترة، تحذير مركز التطوير وضمان الجودة في الجامعة بشأن إقامة مخيم طبي لمرضى الكوليرا والدفتريا بحرم جامعة إب.

 

وأفاد مصدر في مركز ضمان الجودة، بعدم مطابقة إقامة المركز للمعايير مضيفًا، أن المركز سيضر بمنتسبي الجامعة، معتبرًا الشراكة مع منظمات صحية بغرض عمل مخيم لمرض وبائي معدي، يعني شراكة في نقل المرض لمنتسبي الجامعة وبشكل عاجل.

 

وعزز تأكيد خطورة إقامة المخيم في الحرم الجامعة، تحذير متخصصين في كلية الطب والعلوم الصحية في الجامعة، ودكاترة كليتي العلوم والزراعة، إضافة إلى دكاترة مركز البيئة والأمن الكيميائي، إذ حذر جميعهم من إقامة المخيم في الحرم الجامعي على صحة الطلاب والدكاترة وكل مرتادي الجامعة.

 

وقال المصدر، إن الدكاترة في الطب والميكرو والأمن الكيميائي أوصوا وحذروا من إقامة المركز في حرم الجامعة، مُفيدًا، أنهم أكدوا أن أي مركز حجر طبي لأمراض معدية يجب أن يكون بعيدا عن التجمعات السكانية.

 

تحذيرات أكاديمية وطلابية

ورغم جميع التحذيرات والتوصيات من الجهات المختصة، تمضي ميليشيات الحوثي الكهنوتية في إقامة المركز في الحرم الجامعي، غير آبه بخطورة ممارساتها وكأنها في مهمة لنقل وبائي الكوليرا والدفتيريا إلى منتسبي جامعة إب.

 

وقال أحد الأكاديميين، "لا يمكن أن نوافق على عمل مخيمات مركزية ومركز حجر صحي لمصابي المحافظة والمحافظات المجاورة من مصابي الكوليرا والدفتيريا وسط جامعة يرتادها آلاف الطلاب".

 

وقال أكاديمي آخر مخاطبًا رئيس الجامعة "لا تعملوا لنا مصيبة بطلابنا والموظفين والأكاديميين بنقل العدوى باعتراف الأطباء"، مضيفًا " التوقيع على إقامة المركز يعني شراكة في جريمة من يصاب لاحقًا بأي مرض من هذا النوع"، مناشدًا رئيس الجامعة مراجعة نفسه هذه أمراض قاتلة وأرواح آلاف الطلاب ومنتسبي الجامعة، في خطر".

 

ولم يستبعد مصدر أكاديمي ثالث، تعمد مليشيات الحوثي للجامعة والقيادة وكافة منتسبي الجامعة ذلك، محملًا رئيس الجامعة كافة المسؤولية، داعيًا إياه إلى مصارحة الكادر الأكاديمي، والباقي على الأخيرين.

 

وعبر ثلاثة طلاب في كليتي الزراعة والطب، عن خشيتهم من انتقال المرض إلى أوساط الطلاب في حال إقامة المركز، لافتين إلى أن هذه أمراض قاتلة ودرسوها في مقرراتهم الجامعية.

 

وشاركهم الخوف طلاب يدرسون في كلية العلوم تحدثوا للوكالة، إذ قالوا إن المرض ينتشر سريعًا وقد تحدث كارثة كبيرة، مضيفين أن المليشيات تتهرب من إقامة المخيم في أماكن أخرى مثل(مدينة بن لادن السياحية، إستاد 22 مايو الرياضي، حديقة المعاين والتي لا زالت تحت طور الإنشاء) في المحافظة وتصر على إقامة المركز في الحرم الجامعي الذي يرتاده آلاف الطلاب.

 

وبعد كل ما ذكر، يبدوا أن مليشيات الحوثي مصرة على تحقيق مهمة نقل وباء الكوليرا إلى جامعة إب، فهل ستتدخل المنظمات الدولية والمؤسسات الطبية لإيقاف الإصرار وإنقاذ آلاف الطلاب من الإصابة المؤكدة بوباء معد قاتل؟

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية