تناقض المجتمع الدولي يعطي الضوء الأخضر للحوثيين
تستغل العصابة الحوثية، التناقضات التي تخلقها المنظمات والمجتمع الدولية في التعامل مع الأحداث والجرائم التي ترتكبها هذه المليشيا، لتمنح نفسها الضوء الأخضر في الاستمرار في جرائمها، فبرغم من كل الجرائم التي ترتكبها المليشيا الحوثية من انتهاكات، بالقتل والتجنيد والتهجير والاختطاف ونهب كل هذه الجرائم لا يشبع رغبة المجتمع الدولي لكي يقدم موقفا مشرفا أمام عصابة ليست سوى 1% من هذا الشعب بأكمله.
الجرائم الحوثية التي لا ترى بالعين المجردة فقط بل ترى من مسافة بعد الشمس للأرض، لكنك تندهش كيف أصبح المجتمع الدولي يسعى خلف جمع المال على حساب الإنسان، إن تخاذل المجتمع الدولي مع هذه الجرائم وما يحدث لليمن من هذه العصابة يساوي الكفة مع الحوثيين وانتهاكهم للإنسانية في اليمن فالمنظمات والمجتمع الدولي يتعمد إغلاق عينيه بحثاً خلف المال.
إن المواقف الدولية إزاء الأحداث اليمنية، والتي يشوبها تناقض واضح يعزز ازدياد المعاناة التي يعيشها هذا الشعب منذ أزمة 2011 من ظلم وتمزيق لنسيجه الاجتماعي وكأنه يؤكد تلك اللعنة التي حلت على أسلافه الذين قال الله عنهم: "فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ".
ما يؤكد تناقض هذا المجتمع الدولي أمام جرائم المليشيات الحوثية بيان المفوضين الأوروبيين الأخير الذي غاب عنه إدانة مليشيات الحوثي الإيرانية في جريمة استهداف المستشفى وسوق السمك وعن جرائم الحوثيين وتجنيدهم الأطفال وقصفهم ناقلات النفط والسفن وزرعهم الألغام التي لا يرحل يوم إلا ويأخذ معه أرواح الأبرياء من النساء والأطفال والشيوخ، والعديد من الجرائم ولتي تفضح نفسها بنفسها، تاركا كل الدلائل والإثباتات التي تقدم وتؤكد مرتكب هذه الجرائم البشعة بإرسال إدانات سطحية خالية من اتهام المتسبب.
أيضا ما يؤكد التناقض الدولي بيان الصليب الأحمر الذي وصف الجريمة وذكر أن ما حدث كانت نتيجة "انفجارات أرضية"، مما يؤكد أن مرتكب هذه العملية الإجرامية هي المليشيات الحوثية التي فضحت نفسها في بثها التلفزيون للحادثة لكن كان بيان الصليب الأحمر خاليا من ذكر المتسبب، ليس هذا وحسب فقد أصبحت هذه الجريمة لا تذكر بل ومرت مرور الكرام على المليشيات الحوثي التي استطاعت ان تجعل من الأطفال في صعدة ضحية لجرائمها واستخدامهم كدروع بشرية وقدمتهم طعما لكي تتحول الوجهة الإعلامية عن حادثة مستشفى الثورة وسوق السمك والاتجاه إلى أطفال صعدة الأبرياء.
من المستغرب له أن تتحدث اللجنة الدولية عن "انفجارات مجهولة" مع أن كل الدلائل في مسرح الجريمة بمستشفى الثورة وسوق السمك بمدينة الحديدة مثل بقايا المقذوفات وشظاياها وشهود العيان، والمواد التلفزيونية التي بثتها قناة المسيرة التابعة لمليشيا الحوثي وبقية وسائل إعلام المليشيا تشير بلا أدنى شك إلى مسؤولية المليشيا في هذه الجريمة النكراء التي حاولت بارتكابها تضليل الرأي العام الداخلي بغية تحقيق أهداف آنية تتعلق بوضع عراقيل دولية لإيقاف العمليات العسكرية الدؤوبة لتحرير ما تبقى من مديريات الساحل الغربي التي لا تزال تحت سيطرتها، وإيقاف معركة تحرير مدينة الحديدة ومينائها المرتقبة على أيدي القوات المشتركة.
استغلال المليشيا الحوثي لكل شيء حتى الأطفال يحمل المجتمع والمنظمات الدولية التي تساعد بصمتها المسؤولية الكبرى، فلو كان لدى المجتمع الدولي ذرة إنسانية لما بقيت هذه المليشيات الإجرامية تعشش على قلوب وصدور اليمنيين، ولو تركوا لهذا الشعب تحديد مصيره لما بقيت هذه المليشيات الإرهابية متواجدة حتى الآن، بل لعادت الحياة والابتسامة إلى قلوب اليمنيين الذين فقدوها منذ قدوم هذا العصابة، لكن المجتمع الدولي الذي يبحث عن مصالحه الخاصة يسعى إطالة عمر هذا الجماعة التي مهما طال بها المدى فهي زائله لأنها ليست من هذا الشعب ولا تشبهه بشيء .
المواقف الرمادية التي يصنعها المجتمع الدولي أمام الدعم الإيراني وجرائم الحوثيين لا تصلح لأن ينتظر الشعب اليمني للسماح له ببدء عملية تحرير الحديدة وتطهير البلاد بل يجب أن يكون حافزا لكل لقيادة المقاومة الوطنية المشتركة إلى البدء في حرب الخلاص الأخير من هذه العصابة راجما قرارات هذا المجتمع الرمادي خلف ظهره، وإلا فإن الجرائم والانتهاكات والابتزاز لن يتوقف ولن ينتهي بل ستشهد كل يوم قصة أبرياء جدد يفقدون حياتهم أمام صمته المخزي لا يستحق أن ينتظر لأن يعطي ضوءا اخضر للحرية والكرامة والعزة.