سلسلة حلقات تنشرها  وكالة 2 ديسمبر، من ملف بعنوان (خرافة الولاية)، وفيما يلي الحلقة السابعة..

 

يكمن التعريف الأقرب للطائفية الفارسية، الصفوية الشيعية في المدلول السياسي، إذ يمكن القول إن الشيعة طائفة إسلامية تعتنق منظومة فكرية تقوم على أساس تفضيل وأحقية الإمام علي بن أبي طالب بوراثة الولاية الروحية والسياسية عن النبي واستمرار هذه الوراثة في ذريته، مع موقف سلبي بدرجات متفاوتة – حسب الفرق داخل الشيعة – من الخلفاء السابقين عليه وتقييم أتباع النبي قديماً وحديثاً على أساس موقفهم من هذه الولاية.

 

ولإثبات صحة الموقف السياسي والديني الشيعي عمد علماؤهم إلى حشد استدلالات عقلية، ونقليه قرآنية وحديثية، وتاريخية تؤيد توجههم، طعمتها الطائفية الفارسية الصفوية بالكثير من الخرافات.

 

وبالإمكان تقسيم الاستدلالات إلى عامة، وخاصة، وقبل الولوج في مناقشة أهمها نورد بعضاً من أثر منسوب للإمام جعفر الصادق فيه من الخرافة ما فيه من الفكاهة، لكنه مع ذلك يضع اليد على أسس خرافة الولاية والمحرك المتواري والصامت غالباً للعقائد والشعائر الصفوية.

 

يقول الحديث الوارد في كتاب الكافي للكليني الذي يُعد المرجعية الحديثية الأولى لدى الشيعة الاثني عشرية الجعفرية، في باب خلق أبدان الأئمة وأرواحهم وقلوبهم "إن الله خلقنا – أي الأئمة – من نور عظمته، ثم صور خلقنا من طينة مخزونة مكنونة من تحت العرش، فأسكن ذلك النور فيه، فكنا نحن خلقاً وبشراً نورانيين، لم يجعل لأحد في مثل خلقنا منه نصيبا".

 

على ما في الحديث المفترى على الإمام جعفر الصادق من تخريف لا يستسيغه المجنون ناهيك عن أن يتقبله عاقل، لكن هذه هي طبيعة الأساطير الدينية والمقدسات، تفضل البقاء خارج نطاق العقل، رغماً من ذلك دعونا نخضعه للعقل الذي تعلي الطائفية الفارسية الصفوية من شأنه ونطرح السؤال التالي: لو سلمنا بالطبيعة المتميزة لمادة خلق الأئمة فكيف تم انتقال هذه المادة إلى الأئمة؟

 

بالتأكيد لا يقول التشيع الفارسي أو يعتقد أن الأئمة الإثني عشر ليسوا من نسل آدم الذي خلقه الله من طين ونفخ فيه من روحه، ومن ثم فوصول هذه المادة، ولنسمها النطفة النورانية، لن يكون إلا عبر آدم وحواء، وطالما الأمر كذلك فلا يخلو من واحد من الاحتمالات، فإما أن تكون هذه النطفة قابلة للانتشار، وبذلك سينال كل فرد في ذرية آدم منها نصيباً، فلا ميزة لأحد على أحد.

 

وإما تنتقل من فرد لفرد فقط، سواء كان ذكراً أو أنثى، فإذا جاز انتقالها للأنثى لضاعت هذه النطفة واستحال على أي أحد ادعاء أنه تكّون منها باعتبار أن أعمدة النسب تقوم على الذكورة على الأقل منذ تحولت المجتمعات البدائية إلى مجتمعات أبوية.

 

وإما أن تنتقل عبر الذكر الأكبر، وهنا يمكن أيضاً ضياعها لاحتمال الانقطاع، مثلاً إذا افترضنا وصولها للنبي – الذي يؤكد القرآن على بشريته – فإن النطفة ستتوقف عند القاسم، وسيخرج البقية من فضيلتها بمن فيهم فاطمة الزهراء وأولادها، كما سيخرج قبلهم الإمام علي.

 

أما الاحتمال الأخير فهو أن هذه النطفة النورانية ستنتقل للذكر أو الأنثى حسب الاختيار الإلهي دون اشتراط أن يكون أحدهما الأكبر، وعلى هذا سنفترض أنها انتقلت من عبد المطلب لعبد اللاه ومنه إلى نبينا، وهذا سيخرج علي بن أبي طالب من فضيلتها، ثم انتقلت من النبي إلى فاطمة، وهنا إما ستنتقل للحسن أو الحسين وإذا انتقلت لأحدهما خرج الأخر وذريته من فضيلتها ومن ميزة الإمامة تبعاً لذلك، مع الإشارة إلى أن الشيعة بفرقهم الرئيسية الثلاث، الاثني عشرية، والإسماعيلية، والزيدية تتفق بينها على إمامة علي والحسن والحسين.

 

بعد هذا المدخل الطريف نناقش أدلة التشيع الفارسي بعيدا عن الخرافات البالغة في انفصالها عن العقل، والمثيرة للدهشة والسخرية، وأيضا الشفقة:

 

الحلقة السابعة من ملف تنشره  وكالة 2 ديسمبر
لقراءة الحلقة الأولى  "الأسطورة السخيفة
لقراءة الحلقة الثانية "معايير الأفضلية القرآنية
لقراءة الحلقة الثالثة  "ألفاظ التفضيل في القرآن
لقراءة الحلقة الرابعة "تفضيل بني إسرائيل
لقراءة الحلقة الخامسة  "الوراثة والذرية"
لقراءة الحلقة السادسة.. "وراثة النبوة"

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية