استمرارًا في سياسة التضييق... تخطيط حوثي لتقديم الانترنت على هيئة "وجبات مؤقتة"
لم تكن تدوينة المُنشد الحوثي ذو النفوذ العقائدي الكبير عبدالعظيم عز الدين التي دعا فيها إلى قطع شبكة الانترنت على اليمنيين لساعات طوال يوميًا، نابعة من موقف ارتجالي أو رأي شخصي عابر، إنما كان للأمر أبعاد أوسع تمهد المليشيا الحوثية للوصول إليها فيما يخص تقييد استخدام شبكة الإنترنت في اليمن بشكل أكبر.
وبالرغم من جودة الانترنت السيئة وسرعته المنخفضة، والتي تعتبر من أدنى سرعات بيانات الانترنت على مستوى العالم، لا يزال الحوثيون باعتبارهم المسيطرين على قطاع الاتصالات يفرضون قيودًا تعسفية على استخدام الشبكة تعيق كثيرين من أصحاب الأعمال المرتبطة بالشبكة العنكبوتية عن تأدية وظائفهم.
وقالت مصادر مطلعة ل "2ديسمبر"، إن مليشيا الحوثي الإرهابية تخطط حاليًا لإبطاء سرعة الانترنت إلى أدنى مستوى ليلًا، أو توقيفها نهائيا من منتصف الليل حتى الصباح بسبب مبرر واهٍ يتداوله الحوثيون وهو أن استخدام الانترنت ليلًا يتم أغلبه في "أنشطة غير قرآنية".
ومنذ العام 2016 يخوض العالم صراعًا في أروقة الأمم المتحدة، عبر مجلس حقوق الانسان بهدف تطبيق مبدأ أن الانترنت هو حق اساسي من حقوق الانسان كأمر ضروري لتحقيق هدف التنمية المستدامة في 2030، بينما بالتزامن يفرض الحوثيون التزامات قاهرة ومراقبة غير قانونية على استخدام الشبكة العنكبوتية بشكلٍ فاضح ينتهك حقوق المستخدمين.
وأكدت المصادر أن المليشيا الحوثية أنشأت كتائب إلكترونية خاصة لمراقبة محتوى شبكات التواصل الاجتماعي، لاتخاذ ما يُنشر فيها مبررًا لملاحقة صحفيين وناشطين ومعارضين؛ بالتزامن مع العمل على خطة أشمل تهدف إلى تقديم شبكة الإنترنت للمستخدمين على هيئة "وجبات"، أي يتم فتح الشبكة لساعات محددة وتعطيلها أو ابطائها لساعات أخرى.
وتعتبر خدمة الإنترنت في اليمن الأدنى مرتبة من حيث نسبة الاشتراك بخدمة النطاق العريض (8%) بين بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ومن الأغلى عالمياً بالنسبة للاشتراك فيها، بحسب تقرير صادر عن البنك الدولي، في حين تبلغ سرعة الإنترنت القصوى 4 ميغبايت/ثانية، وتقع اليمن في المرتبة 173 من بين 177 بلداً في العالم من حيث سرعة الإنترنت.
ومنذ انقلابها وسيطرتها على مؤسسات الدولة في العاصمة صنعاء لم تُغفل مليشيا الحوثي قطاع الاتصالات، إذ حجبت مئات المواقع والصحف الاليكترونية وقيدت الوصول إلى مواقع التواصل الاجتماعي أحيانًا بأسلوب كان هدفه عزل اليمنيين عن العالم.
والعام الماضي ذكر تقرير لشبكة آر تي الروسية، أن التكلفة الإجمالية لحجب الانترنت في اليمن خلال 2020، بلغت 237 مليون دولار امريكي، وقد جاءت اليمن في المركز الثالث بعد وبيلا روسيا في حجب الانترنت وتقييد الوصول إليه من قبل مليشيا الحوثي الإرهابية.
ولأن مليشيا الحوثي تسيطر على مزود خدمة الانترنت الأكبر في اليمن "يمن نت"، مع محدودية نشاط شبكة الجيل الرابع الناشئة "عدن نت"، أضحى الوصول إلى خدمات الشبكة العنكبوتية أمرًا ليس هينًا مع القيود الحوثية المفروضة بهذه الصورة، ما أفقد المئات من العاملين في قطاعات التسويق الالكتروني والخدمات المرتبطة بالانترنت وظائفهم خلال الفترة الماضية تتابعًا.