زارع الألغام ضعيف وجبان وغير قادر على المواجهة.. ويمتهنها القتلة والمجرمون وعديمو الضمير، وكون عصابة الإجرام الحوثية هويتها القتل وشعارها الموت فقد استمرأتها وتفننت في صناعتها وجعلت التربة اليمنية واحدة من أكبر حقول الألغام في العالم.
 
ما تعانيه اليمن من المآسي بسبب الألغام  لن تتوقف عند هذا الحد بل هي قابلة للارتفاع إلى سقف مهول ومخيف جداً وكارثي لم يسبق في أي مكان من قبل.
 
فماذ تتوقع مستقبلاً في بلاد زرعت فيها الألغام بكثافة وبعشوائية وبدون خرائط.. وبتمويهات شيطانية بمختلف التقنيات، ويتضاعف فيها زراعة الألغام ويتضاعف أعداد الضحايا بشكل مستمر جلهم من المدنيين وخصوصاً النساء والأطفال الأبرياء في زمن تغلب عليه المصالح السياسية على القيم والمبادئ الإنسانيّة.. وتسلط جماعة إرهابية على حياة شعب بأكمله.
 
كل الأماكن في نظرها مستباح فيها القتل... وكل من يردها مستهدف.. فلا تأبه لحرمة الأماكن سواء مدرسة، طريق، منتزة، مزرعة، قارب، أسواق... الخ، هي لا تميز من سيكون الضحية سواء مدني أو عسكري تجردت من كل القيم الإنسانيّة.
 
عمدت مليشات الحوثي الإجرامية إلى زراعة البر والبحر بشكل هستيري وبعشوائية  مفرطة، وأصبح الناس لا يجدون ملاذاً آمنا كل خوفهم من هذا القاتل المجهول الذي أصبح يهدد كل مستقبلهم، ومع إتساع رقعت زراعتة براً وبحراً يصعب التخلص منه على المدى القريب قبل أن يحصد الكثير من الأرواح  البريئة.
 
ما يجعلنا نتخوف من أن هناك جريمة إبادة جماعية تستهدف اليمنيين وتهدد مستقبلهم   هي تلك الحيل والخدع التي تتفنن المليشيات فيها التمويه العجيب والرهيب  للألغام ما يجعل اكتشافها ليس بالأمر السهل فقد صنعت بشكل ألعاب وجذوع نخيل وطوب ومواسير مياه، وغيرها من الخدع الفتاكة والقاتلة.
 
زرعتها بطرق حديثة ومتطورة منها ما يعمل بضوء ومنها بليزر ومنها بذبذبات وبطريقة الاتصال الرقمي لقد استقدمت كل الوسائل القاتلة، وشهدت السنوات الماضية اكتشاف ألغام بأحجام وأوزان كبيرة جدا تكفي لتدمير حي بأكمله، تصاب بذهول عندما تشاهد الفرق الهندسية تقوم بإتلافها وبشكل متكرر ما يوحي بأن ذلك نهج متبع لهذه العصابة الإجرامية.
 
جيشت مليشات الحوثي خلايا لا تحصى في زراعة الألغام أغلبية أفرادها لا يفقهون في هذا المجال شيئاً سوى حمل العبوة ووضعها في أي مكان أهم شيء أنها تقتل وهذا ما أفصح عنه من تم القبض عليهم من خلايا زراعة الألغام؛ والقليل من المختصين ممن تدرب على أيدي عناصر الحرس الثوري وحزب الله في زراعة وصنع العبوات والألغام قد قضوا، ذهبوا وذهبت معاهم خرائط الألغام وتركوا لليمنيين الخطر القادم والمآسي والأحزان.
 
هناك جريمة قتل جماعية ارتكبتها عصابة الحوثي بحق الشعب اليمني حصدت آلاف اليمنيين وتهدد حياة الملايين منهم بسبب زراعتها للألغام بكثافه وعشوائية وبدون خرائط وفي أوساط المدنيين، متجاوزة كل أخلاقيات الحرب والقيم الإنسانيّة ينبغي النظر فيها في المحاكم الدولية ويحاسب مرتكبو تلك الجرائم باعتبارها جرائم ضد الإنسانيّة.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية