لقد عاش اليمنيون منذ فجر ثورة (26سبتمبر و14 أكتوبر) حياة اتسمت في معظم أحداثها السياسية بالصراع والعنف سواءً دفاعاً عن الثورة والجمهورية وطرد الاستعمار أو في الصراعات الداخلية من أجل الوصول إلى السلطة ولم نتمكن من تحقيق أيٍ من أهداف الثورة اليمنية الستة باستثناء القضاء على الحكم الإمامي الفردي المستبد، أما بقية الأهداف فقد ظلت مختزلة التنفيذ في الواقع الملموس، تنتظر من يعمل على تحقيقها  إلى أن جاء الأخ الزعيم الشهيد علي عبدالله صالح صالح رئيس الجمهورية اليمنية السابق إلى السلطة عبر الانتخابات الديمقراطية من قبل مجلس الشعب التأسيسي، في فترة زمنية صعبه أخرج بها اليمن من الظلمات إلى النور، وبدأ يعمل على تحقيق تلك الأهداف بكل كفاءة وفاعلية ونجاح ملموس منذ الوهلة الأولى لتوليه زمام إدارة الدولة، بدءاً ببناء جيش وطني قوي وصل في عهده إلى مصاف أقوى الجيوش في العالم، ثم عمل في خطى متوازية نحو رفع مستوى الشعب اقتصادياً وصحياً وثقافياً وسياسياً وفي كل المجالات ، مرورا بالإصلاحات والتحديث والتطوير في كل قطاعات الدولة وأسس ديمقراطيتها وبنى نهضتها وتنميتها وأشاع مبدئي التسامح والتعايش والسلام والبناء والتنمية والأمن والأمان والاستقرار ، وصولا إلى إعادة تحقيق الوحدة اليمنية وقيام الجمهورية اليمنية في 22مايو 1990م، ليصبح حقا يوم ال 17 من يوليو ميلاد الوطن الحقيقي. 
 
ومثل يوم 17 يوليو 1978م يوماً خالداً في ذاكرة اليمنين حيث شهد اليمن أرضا وإنسانا التطور والتقدم والازدهار والبناء والتنمية والسلام والامن والامان والاستقرار والديمقراطية والشوروى باميتاز وهو ما مهد الطريق للقبول بالآخر والتعايش و البحث عن القواسم المشتركة بين أطراف العمل السياسي في الساحة الوطنية وصهرها في بوتقة واحدة سميت فيما بعد بالمؤتمر الشعبي العام الذي كان نتاجاً لسلسلة طويلة من الحوار الوطني البناء منذ صعود الرئيس السابق إلى الحكم وحتى يوم الإعلان عن ميلاد هذا التنظيم السياسي الذي بإنشائه في 24 أغسطس 1982م أعلن ميلاد التعددية السياسية وحرية الراي والصحافة، ولو في إطار المكون السياسي الواحد آنذاك، نظراً لتعدد المشارب والاتجاهات السياسية التي انضوت في إطاره..
 
ولعل فترة السبعينات وبداية الثمانينات كانت من أعقد فترات الحكم في بلادنا نظراً لصعوبة المخاض السياسي الذي نتج عنه الإعلان عن المؤتمر الشعبي العام من قبل قيادات حزبية كانت تتصارع حتى الأمس القريب، غير أن الرئيس السابق علي عبدالله صالح كان رباناً ماهراً وقائداً محنكاً استطاع أن يضمد الجراح ويحقن الدماء وعمل بكل جدارة واقتدار  بتعزيز لغة التفاهم عبر حوار الأفكار من خلال ما عرف بلجنة الحوار الوطني التي أنيط بها صياغة مشروع الميثاق الوطني إلى نهج بدلاً من أزيز الرصاص.. والذي مثل الميثاق الوطني الإطار الفكري للمؤتمر الشعبي العام فكرا ومنهجا وسلوكا.. 
 
وبناء على ذلك لقد تحقق للشعب اليمني ما يستحقه وكان يحلم بة كطفرة ملموسة وواقع معاش تمثلت في ثورة تنموية شاملة في جميع المجالات، وأهمها الإنجازات الإنمائية والتنموية في قطاعات المواصلات والاتصالات والإعلام والثقافة والسياحة والآثار وشبكة الطرق والمواصلات البرية والبحرية والجوية وفي خدمات المياه والكهرباء ورعاية الشباب والصحة والتعليم الأساسي والجامعي والعالي والفني والمهني ومحو الأمية وفي الرعاية الاجتماعية ورعاية المغتربين وفي تطوير القطاع المالي والمصرفي والتجاري والاستثماري وفي الإدارة والقضاء..
 

وهاهي تحل علينا ذكرى ال 17 من يوليو، هذا اليوم التاريخي من الدهر الخالد في الوجدان، يوما خالدا في تاريخ اليمن وعنوانا لأزهى مرحلة ستعيد شروقها ضياء للأجيال، جيلا بعد جيل، يوم لن تتجاوزه ذاكرة اليمنيين بل سيبقى محفورا في الوجدان وخالدا في التاريخ اليمني والعربي المعاصر في أنصع صفحات التاريخ الخالدة، هذا اليوم الأزلي الذي مثل صمام أمان الدولة اليمنية الحديثة ونقطة تحول جوهرية في تاريخ اليمن، يوم أن بدأ الوطن عهده الديمقراطي واثبا نحو آفاق التنمية الشاملة والبناء المستدام والحرية والسلام التي ينشدها شعبنا اليمني في الوقت الراهن بسبب أن هناك من الأعداء من لم يرقه ذلك فقد بدأت أبواب التآمر تنفتح على اليمن..
 

، وسعوا إلى تشويه هذه المرحلة المشرقة في تاريخ اليمن بدوافع الحقد والانتقام والكيد السياسي ليس بالقول فقط بل تطورت الأمور تعظامت بمنعطفات كارثية على اليمن أرضا وإنسانا انطلاقا من التحريض الذي تدعو إليه بعض القوى الحاقدة في الساحة والتي أدت إلى ارتكاب أعمال العنف والفوضى والدمار والخراب وإزهاق الأرواح البريئة وإقلاق السكينة العامة وإحداث الأضرار الكبيرة في الممتلكات العامة والخاصة في ما يسمى التغيير الذي شهدته بعض البلدان العربية ومن بينها بلادنا والتي أدت نتائجها إلى إدخال البلاد في أتون العنف والحرب والفوضى والانقلاب على الدستور والنظام الجمهوري، وسيطرة المليشيات الحوثية الكهنوتية على أجزاء واسعة من البلاد لتعيدها إلى مرحلة ما قبل ثورتي 26 سبتمبر و14 أكتوبر..
 
إن التضحيات الجسيمة التي قدمها شعبنا اليمني العظيم في كافة أنحاء الجمهورية وفي مقدمتهم الزعيم الشهيد علي عبدالله صالح ورفيق دربه الشهيد عارف عوض الزوكا ورفاقهم الأبطال، -رحمهم الله جميعا - بشكل خاص في سبيل عدم القبول بما يتعارض مع أهداف الثورة اليمنية ونظامه الجمهوري والسعي إلى إنهاء الانقلاب وعودة النظام الدستوري الذي توج باندلاع انتفاضة ال2 من ديسمبر كانت تاكيدا على مشروع الفداء والتضحية التي حملها الزعيم علي عبدالله صالح للدفاع عن الثورة والجمهورية ومكتسباتها والثوابت الوطنية العليا، والذي يحدونا الأمل في أن يستمر ويكمل رفاق دربه من قيادات " المؤتمر الشعبي العام"  على وجه الخصوص مسيرته الكفاحية والنضالية المنحازة للوطن والجمهورية جسداً واحداً روحها "وصايا الزعيم المؤسس" ولحاقا بركب المقاومة الوطنية ضد مليشيا الكهنوت الحوثي. 
 
لاسيما وأن ما تمر به بلادنا وما يعاني منه شعبنا نتيجة للانقلاب على النظام الجمهوري ومؤسساته الدستورية والتبعات الكارثية التي نتجت عنه فإن الضرورة تقتضي من كل المخلصين لهذا الوطن وشعبه العظيم تجديد عهد ال 17 من يوليو بما يحقق لبلادنا استعادة نظامها الجمهوري ومؤسساتها الدستورية وسيادتها الوطنية سبيلا لتحقيق تطلعات أبنائها في إقامة الدولة اليمنية الحديثة. 
 
العزة لليمن أرضا وإنسانا
المجد والخلود للشهداء
الحرية للأسرى والمخطفين 
الشفاء للجرحى والمصابين 
تحيا الجمهورية اليمنية


 

*عضو مجلس النواب 
عضو اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام
 

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية