رئيس الهيئة الأرمينية بمصر: اعتراف بايدن انتصار للإنسانية
"انتصار كبير لعدالة القضية الأرمينية، وللإنسانية رغم سياسة الإنكار من الحكومات التركية المتعاقبة"..هكذا وصف الدكتور أرمين مظلوميان، رئيس الهيئة الوطنية الأرمينية اعتراف الرئيس الأمريكي بالإبادة الجماعية بحق الأرمن.
وبات جو بايدن، أول رئيس أمريكي يعترف رسميًا بمذبحة الأرمن أثناء حكم الدولة العثمانية على أنها "إبادة جماعية".
وذكرت شبكة "سي إن إن" الأمريكية أن الاعتراف، يشير إلى التزام أمريكي بحقوق الإنسان العالمية، لكنه في الوقت ذاته يهدد بتزايد التوتر مع تركيا.
وفي بيان بمناسبة الذكرى 106 لبدء المذبحة، كتب بايدن، أنه" في مثل هذا اليوم من كل عام، نتذكر كل من فقدوا أرواحهم في الإبادة الجماعية للأرمن في العهد العثماني ونعيد التزامنا بمنع حدوث مثل هذه الفظائع مرة أخرى."
ووصف الدكتور أرمين مظلوميان، رئيس الهيئة الوطنية الأرمنية في مصر في حديث لـ"العين الإخبارية"، الاعتراف الأمريكي بإبادة الأرمن بأنه "انتصار كبير لعدالة القضية الأرمينية وللإنسانية رغم سياسة الإنكار التركية".
وأكد أن الاعتراف الأمريكي هو "رسالة إلى المجتمع الدولي المتحضر تؤكد أهمية حقوق الإنسان والقيم، وضرورة عقاب المجرم".
وبسؤاله عن أهمية الاعتراف في هذا التوقيت، أجاب: "اعتراف الإدارة الأمريكية بعد الكونجرس يمثل ورقة ضغط فاعلة علي تركيا؛ لتغيير سلوك الإنكار واتخاذ خطوات إيجابية نحو الاعتراف بجريمة أجداده العثمانيين والتصالح مع ماضيها المؤلم وإعادة الحق لأصحابه".
وحول الدلالة القانونية للاعتراف بإبادة الأرمن، قال: " الاعتراف ليس لها أي قيمة قانونية، وهو غير ملزم لتركيا، لكنها تمثل ضغطا معنويا وفي نفس الوقت توثق حدوث الإبادة الأرمينية وتبدد سياسة الإنكار التركية".
ولن يترتب على الاعتراف أي مطالبات بصرف تعويضات عن المذابح ضد الأرمن، إلا إذا اعترفت أنقرة أولا بالإبادةخطوة لإعادة الحق
لكن مظلوميان رأى أن موقف الرئيس بايدن يمثل "خطوة على طريق إعادة الحق والعدل التاريخي لأحفاد ضحايا الإبادة وتعويضهم، ودعوة قوية لمنع إبادات أخرى في المستقبل".
وبعد الخطوة الأمريكية، دعا "مظلوميان" دول المجتمع الدولي إلى حذو خطوة الإدارة الأمريكية والاعتراف بأول إبادة في القرن العشرين، بصرف النظر عن العلاقات الثنائية والسياسية بين الدول.
وفي هذا الصدد، أكد أن "الاعتراف بالإبادة الأرمنية لا تحتاج لأدلة ووثائق بل إلى إرادة سياسية".
وأردف: "لقد أوفي رئيس أمريكي أخيرا بوعوده الانتخابية وصاغ مصطلح الإبادة الجماعية للأرمن من قبل الدولة العثمانية".
وجاء اعتراف بايدن، تنفيذا لتعهداته خلال حملته الانتخابية باستخدام كلمة إبادة جماعية لوصف القتل والترحيل الممنهج للأرمن في ما يعرف الآن بتركيا منذ أكثر من قرن مضى.
ويعني الاعتراف بالإبادة الجماعية للأرمن، الاعتراف الرسمي بأن المجازر المنهجية والترحيل القسري للأرمن الذين وقع من الدولة العثمانية خلال الفترة ما بين 1915 و1923، "إبادة جماعية".
ويشير باحثون بذلك إلى الطريقة المنهجية المنظمة التي نفذت من خلالها عمليات قتل هدفها القضاء على الأرمن، وتعتبر مذبحة الأرمن ثاني أكبر قضية عن المذابح بعد الهولوكست.