للبندقية والسياسة.. قائد بهمة عالية
بعد تأسيسه للمكتب السياسي أضاف قائد المقاومة الوطنية العميد طارق صالح عمرا إلى عمره وأفسح وقتا إلى وقته وكل أيامه بين البنادق وبين السياسة، بين القضية والهوية.
يلتقي بالسفير البريطاني، الهولندي، المبعوث، والفرنسي، وبحقوقيي العالم، ويتراوح بين الجبهة الملحمية والسياسية ويتحدث مع قادة الألوية منه كقائد ومنه كقيل يماني وينزع للمساعدة بمواجهة كورونا في تعز وفي الساحل الغربي كله.
يعمل بألف روح، حجزته كورونا، عن لقاء قادته، فيخاطب الجميع عبر الأثير إذ لا مجال للنوم والاستكانة ورمضان هو للعمل وجل الأعمال العظيمة في رمضان وجل الانتصارات وقد حدثت عبر التأريخ في رمضان ولقد تشكلت المقاومة الوطنية قبل ثلاث سنوات في رمضان.
لو أن لكل قائد همه وهمته بالعمل لصالح الجمهورية لكانت معركتنا بخير ، فلم ينشغل بعائلة وولده بيد الكهنوت وأخوه فكل عائلته هنا في الساحل الغربي هم الجنود المجندة والألوف المؤلفة فقط.
ابن التراب، وهذه الأرض، يتشكل بلون السواحل وبلون الجبال ولم يذهب للتنزه في مشافي العالم الحدائقية ولم يروّح عن نفسه بسواحل العالم السماوية فيمكنه قيادة معركته من البعيد عبر الأثير كما كل القيادات دون أن يدرك الناس عدم وجوده ولكن أنت لا تدري، أيها القارئ، معنى ومبنى تواجد القائد معك ببساط هو بساط الحرب بكل تفاصيل المعارك وبغبارية هذا الساحل..!
في الساحل، مهما كنت، تخجل أن تقول أنا ضحيت فلا أحد ضحى أكثر من طارق وتخجل أن تقول أنا حاربت قبل مجيئي الساحل فطارق حارب في صنعاء، وتخجل من القول أنا سجنت فطارق لديه ولده وأخوه بيد الحوثي.
وتخجل أن تقول أنا عانيت للوصول إلى هنا فطارق عانى أيضا في الخروج من صنعاء وتخجل أن تكتب باسم وهمي خوفا على أحبتك وتأمل حجم شجاعة طارق وهو أول الخصوم للكهنوت وبعض أهله تحت وبيد الكهنوت الحوثي وتخجل أن تتأفف من هذه السنوات في الغبار ولا يمكنك التلميح لنفسك بالتعب في البقاع هذه فطارق بكله معك بهذه البقاع وبهذا الحر المميت.
قيمة طارق بقاؤه هنا، قيمة الطارق هي قيمة كل جندي في هذه المسافات والمفازات ولذلك لم تتأسس هذه القوة الجبارة على هوى الراتب بل على هوى المعركة تيمناً بالقائد ولعمرك يا رجل لو أن طارق يدير المعركة من أي فندق لتفركشت القوة.