مجموعة من الهمج وشذاذ الآفاق.. غبار التاريخ وساكني الكهوف.. لاديناً يردعهم وإن تشدقوا به ودينهم مجرد كلمات تقال لا تتجاوز تراقيهم، ولا قيماً تقف حائلاً بينهم وارتكاب الموبقات.. أعداء للحياة وللإنسان معاً.. شعارهم الموت ومنجزاتهم مقابر، من مآثرهم: الآلاف من الأرامل ومثلها من الأيتام والثكالى.. يريدون إعادتنا إلى زمن سحيق.. زمن الحكم فيه لفرد يسوقون له بأنه ظل الله في الأرض، وبأنه مندوب العناية الإلهية، متناسين بأننا شعب ضاربة حضارته في القدم، وبأننا في ذاك الزمن الذي كان فيه الحكم لفرد وسلالة بعينها كانت الشورى هي من تحكم اليمنيين.. عن الحوثيين أتحدث!

 

فمنذ أن سطت هذه المليشيات الإرهابية على السلطة في اليمن قبل قرابة الأربعة أعوام ارتكبت من الجرائم والموبقات مالم يرتكبه غيرها في مئات السنين.. دمروا المنازل على رؤوس ساكنيها.. زجوا بالأطفال في حروبهم العبثية.. لم يراعوا حرمة لدور عبادة أو مسكن.. أهانوا النساء بخسة وهم يظنون بأنهم يحسنون صنعاً، لكن جريمتهم الكبرى والأسوأ هي حقول الألغام التي زرعتها هذه المليشيا الإجرامية والتي توضح إحصائيات بأنها تفوق ما زُرع من ألغام في الحرب العالمية الثانية.

 

نعم الألغام هي أسوأ جرائم العصابة الحوثية لأنها الأكثر إرهاباً حيث تدمر حاضر الإنسان وتهدد مستقبله.. تهدف من خلالها إلى معاقبة الشعب اليمني الذي يرفض مشروعها الكهنوتي العفن، فكانت حصيلة هذه الألغام الآلاف من الشهداء المدنيين الأبرياء ومثلهم ممن فقدوا أطرافهم.

 

لقد ضربت مليشيا الحوثي الإرهابية بالقانون الدولي عرض الحائط بزراعتها هذه الكمية من الألغام الفردية والتي تعد من الجرائم ضد الإنسانية طويلة الأمد؛ لأنها تلحق بالأشخاص عاهات مستديمة، فقد قامت بزراعة الألغام بطريقة عشوائية وغير موثقة بخرائط، مما يشكل صعوبة بالغة في التخلص منها وكشفها بسهولة على المستوى القريب مما يعرض حياة المدنيين للخطر.

 

وستظل مشكلة الألغام وذخائر الحرب غير المنفجرة، والتي خلفتها مليشيات الحوثي في المحافظات والمدن اليمنية التي طردت منها واحدة من أهم المنغصات طويلة المدى، والتي تقلل من فرحة أهالي تلك المناطق بتحريرها وبداية التفرغ لإعادة الإعمار والتنمية، سيما الأطفال الذين يسقطون دوماً ضحايا لهذه الألغام.

 

ونود التأكيد هنا بأننا لا يمكننا التخلص من هذه الجائحة التي أوصلتنا إليها مليشيا الحوثي الإرهابية إلا بتضافر كافة الجهود سواء من القوات المناهضة للمليشيا أو المواطن الذي عليه التعاون بالإبلاغ عن أي جسم غريب يلاحظه، إضافة إلى أنه يقع على عاتق المنظمات الدولية المعنية بهذا الأمر واجب الدعم والمساندة في التخلص من آفة الألغام الحوثية لنحقن ما تبقى من دماء اليمنيين وأرواحهم التي أزهقتها هذه المليشيات في حروبها العبثية والتي أحرقت الحرث والنسل، ولا ننسى هنا دور وسائل الإعلام المتمثل في التوعية والتثقيف بمخاطر الألغام.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية