السيسي في السودان.. زيارة "اليوم الواحد" تخترق كافة الملفات
رغم قصر المدة الزيارة التي أجراها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلى الخرطوم، إلا أن مباحثاته مع الجانب السوداني اخترقت كافة الملفات.
وأفاد مراقبون سودانيون بأن الزيارة التي حظيت بإشادة وترحاب القيادة السودانية لها مكاسب واضحة للعيان، خاصة فيما يتعلق بملف سد النهضة الإثيوبي الأكثر إثارة لاهتمام الخرطوم والقاهرة، مما جعله يتصدر المباحثات المشتركة بقوة.
ويرى خبراء سودانيون أن أهم ما حققته زيارة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي للخرطوم، أنها أظهرت مستوى التنسيق العالي بين البلدين، وتطابق الرؤى حول ملف سد النهضة.
ولم تتوقف المكاسب عند سد النهضة فقط، بل امتدت وفق الخبراء لتعزيز أوجه التعاون المشترك بين السودان ومصر، خاصة أن الجانبين بحثا مشروعات استراتيجية كالربط الكهربائي والسكة حديد والتبادل التجاري، فضلا عن التطرق للتنسيق الأمني بين البلدين.
وأجرى السيسي مباحثات في الخرطوم مع رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان ونائبه الفريق أول محمد حمدان دقلو، ورئيس الوزراء الدكتور عبدالله حمدوك.
وأجمع الجانبان على رفض سياسة "الأمر الواقع" واتخاذ إجراءات أحادية بشأن سد النهضة، وذلك على خلفية العزم الإثيوبي على تنفيذ المرحلة الثانية من ملء المشروع الذي وصف بالضخم، لما له من أضرار جسيمة على البلدين.
وتوقع الخبير السوداني في شؤون العلاقات الدولية عبدالرحمن أبوخريس، أن تدفع التفاهمات بين مصر والسودان، الجانب الإثيوبي للعودة إلى طاولة التفاوض والتوصل لاتفاق قبل تنفيذ الملء الثاني.
واعتبر أبوخريس الذي تحدث لـ"العين الإخبارية"، أن الزيارة ناقشت موضوعات مهمة للغاية، خاصة ملف سد النهضة، الذي تسعى إثيوبيا من خلاله السيطرة على مياه النيل بموجبه على حساب الخرطوم والقاهرة.
ونبه إلى أن التحركات الإثيوبية الأحادية دفعت السودان ومصر إلى التوافق والتقارب من أجل حماية مصالحهما المشتركة، لافتا إلى أن الخرطوم والقاهرة كلتاهما تحتاجان إلى الآخر خلال هذا التوقيت الدقيق.
وشدد الخبير السوداني على أن المباحثات الثنائية بين السودان ومصر، التي جرت بالخرطوم السبت، رسمت مسارا جديدا بين البلدين وعززت أوجه التعاون من واقع الملفات الاستراتيجية التي ناقشتها.
وبخلاف ما جرى إعلانه في البيان الختامي للمباحثات السودانية المصرية يرى أستاذ العلوم السياسية بالجامعات في الخرطوم الدكتور حسن الساعوري أن الرئيس السيسي ناقش خمس قضايا رئيسية تثير اهتمام البلدين.
وقال الساعوري في حديثه لـ"العين الإخبارية" إن الجانبين بحثا سد النهضة باستفاضة، بجانب سيادة السودان على أراضيه على خلفية التوتر بالحدود الشرقية، فرغم انتشار الجيش فإن الخرطوم في حاجة إلى دعم معنوي من الجارة مصر.
وتوقع مناقشة الجانبين خطوات السلام بين السودان وإسرائيل، بجانب مستقبل الانتقال السياسي، ومحاصرة عناصر تنظيم الإخوان الإرهابي، واعتبر أن كافة هذه القضايا مهمة للجانبين المصري والسوداني وستحقق المكاسب المنشودة.
من جانبه، يرى المحلل السياسي السوداني الدكتور عباس التجاني أن زيارة الرئيس المصري إلى السودان حققت مكاسب كبيرة للبلدين، أقلها مستوى التوافق والتنسيق العالي للبلدين في ملف سد النهضة، وهو أكثر قضية مثيرة لاهتمام البلدين والإقليم بأسره.
وقال التجاني لـ"العين الإخبارية" إن التقارب السوداني المصري "سيقطع الطريق أمام التحركات الإثيوبية الأحادية بشأن سد النهضة، وقد تعدل من رأيها الخاص بتنفيذ الملء الثاني، لأنه سيفتح عليها جبهة جديدة هي في غنى عنها لتعقيدات مشهدها الداخلي".
وأشار إلى نتائج هذه الزيارة ستلقي بظلالها قريبا على المشهد الإقليمي، فهي استثنائية وليست كسابقاتها على أية حال.