معركة مصيرية
في الحرب التي فرضتها جماعة الحوثي الإرهابية تتعامل اليوم الجماعة باستراتيجية جديدة على خطى هجمات حزب الله التي نفذها على القصير في سوريا قبل سنوات الزج بأعداد هائلة من المهاجمين والقصف العشوائي من صواريخ وطائرات مسيرة مفخخة وترهيب المدنيين بشتى الطرق بما فيها بث الشائعات والتواصل والتهديدات.
لم يكن الحوثي هو من يدير المعركة في هذا التصعيد ليس هي إداراته للحروب التي خاضها ونعرفها من قبل، يشرف على حربه اليوم قيادات وخبراء إيرانية ومن حزب الله وهذه معلومات حقيقة من داخل غرفهم وعلى لسان عده أشخاص من رجالاتهم.
من استراتيجياته الاستمرار في الهجمات الميدانية بشكل مكثف أو ما يُسمى بالأنساق الأول والثاني والثالث إلى أن يقتل غالبية المهاجمين أو يتم أسرهم أو يخسر البشرية ويحصل على تقدم حتى إن كان مجرد أمتار فهذا يعده انتصاراً.
لدى الحوثي أعداد كبيرة من البشر ممن دربهم وأعدهم لهذه الأيام لم يستغنِ من أي شاب في المناطق التي تحت سيطرته، ولا يهمه الخسائر البشرية بقدر الحصول على الأرض إلا في حال حصد كل قواته بشكل كبير وتدمير ما يملك من عتاد وعده.
قلت سابقا حين توقف تصعيده العسكري الثاني غرب محافظة مأرب وشرق الجوف أنهم فشلوا تماما وأنهم في طور إعداد هجمات جديدة أكبر من سابقتها وستكون أشرس من الماضية ويجب أن يتدارك الجميع ذلك وأن ينتهزوا الفرص لهجمات معاكسة في جبهات مختلفة بما أن الحوثي هزم في التقدم.
بعد أشهر من توقيفه يعود هذه الأيام بتصعيد أكبر وزحوفات أكثر وبشرية هائلة لم يستغن عن أحد جنود ومدنيين وطلاب مراكز صيفية وأطفال وكل ما يمكن استقطابهم لكنهم يفشلوا مثل كل مرة.
نمر اليوم بمعركة مصيرية وتصفيات أخيره ربما تكون نهائية وستلفظ الجماعة أنفاسها إن فقدت كل هذه البشرية لديها من ألوية ومناطق وعسكريين، ربما اختياره للزحف والتوجه إلى مأرب بكل ثقله العسكري والمدني، والخارجي والداخلي نهايته بشكل كامل وينهار مثل المسباح والأيام القادمة تحمل معها كل التطورات النهائية في اليمن.
*نقلا عن صفحة الكاتب في فيسبوك