الولاية الإعلامية.. الحوثي يتولى تصفية الزيدية خدمة للصفوية الإيرانية
تكرس ميليشيا الحوثي الإرهابية، منظومتها الإعلامية وخطباءها ومحاضراتها للترويج للأفكار الشيعية الصفوية الإيرانية، وقد ظهر ذلك من خلال تخصيص مساحات كبيرة في مختلف الوسائل الحوثية لتغطية الفعاليات الإيرانية وأتباعها.
منذ انقلاب الميليشيا على الدولة بقوة السلاح، شهد الجيل الحالي في اليمن، احتفالات الدين الشيعي، يوم الغدير، يوم عاشوراء، ذكرى استشهاد الإمام زيد بن علي واليوم العالمي للقدس، وأسبوع الشهيد.
ويحتفل بهذه المناسبات الشيعة الاثنا عشرية الصفوية، حزب الله في لبنان والشيعة في العراق وإيران.
ويؤكد باحثون أن ميليشيا الحوثي تستثمر تغطية الفعاليات الإيرانية ومناسباتهم لنشر الأفكار الإيديولوجية الإيرانية بين الجماهير لجعلها مألوفة ومقبولة لدى الشعب اليمني.
وكانت دراسة إيرانية حكومية حديثة قد كشفت مساعي النظام في طهران لغزو اليمن ثقافيا ومذهبيا عن طريق الحوثيين، حيث كشفت الدراسة أن إيران تعمل على جذب الطلاب اليمنيين ممن يدرسون العلوم الدينية إلى الحوزات الشيعية الإيرانية.
وجاء في دراسة منشورة في المجلة الإيرانية "دراسات السياسة الخارجية لطهران" أن إيران تقدم دعما للحوثيين على المستوى الثقافي يشمل "الدعم الإعلامي في مختلف وسائل الإعلام الموجهة بلغات أجنبية، وتنظيم مؤتمرات وندوات لدعم الحوثيين، وإهداء أفلام ومسلسلات إيرانية للقنوات اليمنية".
ولفتت الدراسة الإيرانية إلى أدوات النظام الإيراني لدعم الحوثيين على المستوى الثقافي إلى جانب دعمها عسكريا وسياسيا، ومساعي طهران لغزو اليمن ثقافيا بهدف نشر مذهبها وأيديولوجيتها بين اليمنيين.
ويؤكد باحثون ومتخصصون بدراسة ميليشيا الحوثي، أنها تحولت بشكل كامل لاعتناق المذهب الصفوي الإيراني، وهو ما يكشفه بوضوح الخطاب الثقافي والإيديولوجي والسياسي الذي يتبناه الحوثيون.
ويشير أكاديميون إلى أن الميليشيا تخلّتْ عن غطائها الزيدي الذي تذرعت به، واتجهت لتبني الفكر الإيراني الإقصائي، نتيجة ما وصفوه "بالمد الثوري الذي مارسته الحوزات الإيرانية"، حيث وصل تأثيره إلى أدواتهم في اليمن، والمتمثلة في ميليشيا الحوثي.
كما أكد سياسيون أن الميليشيا، لا تؤمن إلا بمصالحها وأطماعها السياسية لخدمة نظام إيران، كما أنها توغلت في المجتمع اليمني بغطاء المذهب الزيدي بهدف تحقيق مزيد من المكاسب السياسية والوصول إلى ثروات وموارد اليمنيين، عن طريق التأرجح بين المذاهب الدينية.
وضعت الميليشيا الحوثية نفسها كمتعهد خدمات للولاية الطائفية لإيران، ووظفت في هذا الجانب مختلف الأدوات لتنفيذ ولايات متفرعة بينها الولاية الإعلامية.