تزداد حالات الفقر والجوع والعوز في أوساط اليمنيين في ظل حربٍ أشعلتها مليشيا الحوثي التي لا تريد لها نهاية، ومنها تمكنت من تسخير موارد الدولة لصالحها ومصادرة كافة الخدمات والحقوق لحسابها بما فيها مرتبات الموظفين.

 

باتت هذه الميليشيا تتاجر في هذه الحرب التي تعمل بكل قوتها من أجل استمرارها، فهي لا تقدر على البقاء في السلم، ولا يمكن لها أن تنهب مقدرات الشعب والوطن، وتعرف تماماً أن الشعب سيرميها في مزبلة التاريخ.

 

تتاجر مليشيا الحوثي بكل شيء في هذا الوطن، وبعد أن سخرت إيرادات الدولة لحسابها اتجهت لمقاسمة القطاع الخاص وحيدت الجزء الكبير منه لتنصيب تُجار من عناصرها، بعدها لم تجد شيئاً سوى المساعدات والمعونات الإغاثية التي استكثرتها على الشعب لتمد يدها وتجعلها من نصيبها، ليدخل 22.2 مليون نسمة من أصل 27 مليون نسمة في حالة إنسانية تتطلب العون الإنساني وفقاً لبيانات المنظمات الدولية.

 

تتردد أم محمد البالغة من العمر 55 عاماً على أبواب المنظمات الدولية العاملة بصنعاء علها تجد مساعدة علاجية لزوجها المُسن والذي يعاني من مرضي السكري والضغط، كما تحلم بأن تجد قوت يومها هي وزوجها وبناتها الثلاث.

 

في بوابة إحدى المنظمات الدولية بصنعاء كانت تقف أم محمد، وسمعنا حوارها من موظفي الاستقبال، حيث كانت تستجدي الموظفين بأن يطلعوا على التقارير الطبية لزوجها، وكان ردهم بأن عليها أن تذهب إلى حكومة صنعاء التي تتعامل معها المنظمة.

في ظل هذا الحوار كان لنا تدخلاً لماذا لا تستلموا منها تقاريرها ربما تكون بحاجة إلى الدعم؟

رد أحد موظفي المنظمة نحن نتعامل مع حكومة صنعاء ونسلمها كل ما يمكننا تقديمه من معونات ومساعدات مختلفة وهي من تتولى توزيع هذه المساعدات وهذا ضمن الاتفاق بيننا وبينهم.

 

أحد العاملين في منظمة دولية للإغاثة يقول لـ "وكالة 2 ديسمبر" إن ميليشيا الحوثي تمارس الضغوط عليهم، حيث يواجهون تحديات أمنية كبيرة تجبرهم في نهاية المطاف على تسليم المساعدات للميليشيا وهي تقوم بتوزيعها، ويعترف أن الميليشيا لا تقوم بإيصال المساعدات إلى مستحقيها وإنما تستحوذ عليها لصالح من يتبعونها، ومؤكداً أن العمل الإغاثي في المناطق الخاضعة للميليشيا صعبة للغاية ويتحمل العاملين في الإغاثة تحديات كبيرة قد تجعلهم يدفعون حياتهم ثمناً لذلك.

 

في ذات السياق يقول شاهد عيان لـ"وكالة 2 ديسمبر" إن ميليشيا الحوثي تقوم بتوزيع المعونات الاغاثية على أُسر قتلاها، ويضيف: "شاهدت قيادات حوثية وهي تُسلم أسرة جاري الذي قُتل في إحدى جبهات الميليشيا مواداً غذائية وعليها شعار واسم منظمة دولية إغاثية، وسألت أحد الجيران وقال لي إن الميليشيا تتسلم هذه المعونات وتقوم بتخزينها وتوزيعها على مقربين منها وعلى أسر قتلاها فقط دون أن تصل إلى مستحقيها".

 

مصدر في وزارة التخطيط بصنعاء يؤكد لـ"الوكالة" أن كافة المنظمات الدولية العاملة بصنعاء أوقفت مختلف مشاريعها واتجهت نحو الإغاثة كعمل إنساني طارئ، وعن عدم ظهور هذه الأعمال الإغاثية في أوساط الناس الذين بات أغلبهم بحاجة إلى تأمين الغذاء الأساسي، ووفقاً للبيانات الرسمية فإن ما يزيد عن 14 مليون نسمة يعانون من انعدام الأمن الغذائي، ويُشير المصدر إلى أن هناك لوبي يستحوذ على هذه المعونات ويسخرها لخدمة أهدافه ومصالحه وأن هناك متاجرة بهذه المعونات الإغاثية وتحت غطاء من سلطة الأمر الواقع بصنعاء في إشارة إلى ميليشيا الحوثي.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية