ثوروا.. لا تتسولوا رواتبكم من اللصوص !!
( قطع الراس ولا قطع المعاش ) مثل شعبي
قضية مرتبات الموظفين اليمنيين هزت العالم ، لأنه لايوجد شعب في تاريخ الدولة قديما وحديثا يعيش سنوات بدون مرتبات إلا في اليمن ..القلق انتاب المجتمع الدولي ، خوفا من ردود فعل غاضبة يقدم عليها الموظفون تخلط كل الأرواق وتعقد الأزمة ، خاصة وأن قطع الراتب مغامرة لم يفكر بها حتى إبليس نفسه؛ لذلك تصدرت اهتمام مجلس الأمن ، وشدد اتفاق السويد على سرعة معالجتها وتشكلت لجنة اقتصادية ، لكن للأسف الشديد ، تم تمييع قضية المرتبات لأن الموظفين أنفسهم مدعممين ، والسرق حمران عيون .
تصوروا ..! هناك أكثر من مليون موظف في اليمن .. يعني لدينا جيوش لا أول لهم ولا آخر ..في الأمن .. التربية .. الصحة .. العدل ..المالية .. الإدارة المحلية ..الإعلام .. الثقافة...الخ ، حتى مكتب الثروة السمكية بصعدة.. لكن كلهم ساكتين على سرق مرتباتهم وعادهم خائفين أيضا ..
بالأمس خرج المدعو المشاط بوقاحة وتعمد إهانة كل موظفي اليمن ، بإعلان متحديا الكل أنه لن يصرف حتى نصف الراتب الذي وعد به بعد 6 أشهر من الانتظار.
ببساطة ، قال مافيش لديهم إيرادات، يعني لن يصرف الحوثي أي مرتبات للموظفين ومن يعملون معهم هم مجرد (سُخرة ) ..
الرسالة واضحة ، وجاءت بعد أيام من إنفاقهم أكثر من 55 مليار ريال من الإيرادت العامة باسم المولد النبوي ، إضافة إلى سرقة 50 ملياراً من إيرادات الحديدة والمخصصة كرواتب للموظفين.
الحوثي ونتيجة لهذه المواقف السلبية والاتكالية من قضية الراتب أصبح ينفذ أكبر عملية اجتاث وتسريح ضحاياها أكثر من مليون موظف ، ولا يعنيه أحد ( مؤتمر ..أو إصلاح ..أو بعث ..أو غير ذلك) .. جميعكم لن تعودوا لوظائفكم .. صحيح (من سهل من حذاته طحس ).
مؤلم أن كل هؤلاء المسؤولين والدكاترة والمهندسين والمثقفين والقيادات الأولى والوسطية للدولة ..صاروا في لحظة ابتلاء كأعجاز نخل خاوية.. خانعين .. خاضعين .. لا حول ولا قوة إلا بالله.. ونحن من كنا نعول عليهم أن يقفوا في وجه أشد الأعاصير التي تواجه سفينة الوطن والأجدر بقيادة البلاد إلى بر الامان .. يعني القدوة في كل شيئ ..
واليوم تقول له : المرتب حق من حقوقك ..حق أولادك.. حق أمك وأبوك . لي منعك تحاكى .. حرام عليك.. هيا شكلوا لجنة تدافع عن رواتبكم ..اضغطوا .. ليش يسرقها همج إيران عيني عينك وأنتم ساكتين .. يتريحم ويتمسكن ويهرب البيت.. أمانة أنكم قد ذليتم حتى الموظفات وبهن شجاعة بلقيس وأروى ولميس والدودحية والحجورية.
يتمزق قلبك وأنت تشاهد ذلك الدكتور الجامعي يشتغل حمالا ..وآخر في مطعم ..وثالث باع ذهب المرة واشتري عربية لبيع الخضار وسرقها عليه المشرف ..وآخر طلق المرة وشرد أولاده .وواحد شنق نفسه .. وواحد باع البيت وكل شيء وخرج يكيل تراب .وليش كل هذا ..والسارق معروف ويتنغنغ بمرتباتكم ..؟!!
تحرروا من خوفكم .. أكثر من مليون أسرة ذبحها الحوثي بدون قبلة وبدون رحمة ..والذي يفطر القلب ان بعض الموظفين ينتظر من السارق حلول!! ياعيباه .. على الاقل اخرجوا تظاهروا..اضربوا عن العمل .. اصدروا بيانات ..اعملوا عصيانا مدنيا .. خلوا العالم يسمع صوتكم ويدرك بأنكم لا زلتم تواجهون سكرات الموت في اليمن ..
وأن لديكم ألسن وأيادي وحناجر.. على الأقل اسمعوا الدكتور المقالح القائل: (الصمت عار ..الخوف عار ..)!!
لقد أحرجتم بعثة الأمم المتحدة في الحديدة ، والتي أصرت على توريد الإيرادات الى (حساب ) في فرع البنك المركزي خصص لدفع رواتب الموظفين وقد كان فيه 50 مليار ريال ، وذات يوم أسود جاء المشرف الحوثي لا ألحقه خير وشل المبلغ إلى جيب كبير السرق عبدالملك الحوثي .. صاح الجنرال جوها ومنسق الشؤن الانسانية السيد لوك في مجلس الامن : المرتبات .. المرتبات .. فرد عليهم الحوثيون : إذا سمعتم موظفا يمنيا يطالب بمرتبه، فنحن نتحمل المسؤولية .. الكل موافقين ومهنئين لأبو جبريل ..!!
نشعر بفظاعة الكارثة التي تواجه الشعب اليمني إذا تخلى الموظفون عن مسؤولياتهم الوطنية والدينية وحقوقهم الوظيفية .. لكن ذلك من المستحيلات ، وعما قريب سيخرج الموظفون بثورة عارمة للدفاع عن مرتباتهم ولقمة عيش أولادهم ، وعن مناصبهم في الوظيفة العامة التي استحقوها كمواطنين يمنيين بكفاءة وخبرة ، رافضين الإقصاء والتعيينات السلالية والعنصرية ، وسيتصدون لمن يحاول تدمير مستقبل أولادهم ..
لقد أشعلت صحفية أوكرانية الثورة المخملية في بلادها ضد الفاسدين ، وفجر بوعزيزي ثورة في تونس لأن البلدية صادرت عربيته التي يبيع عليها الخضار .. أما انتم يا موظفي اليمن فقد سرق الحوثي مرتباتكم لسنوات ، فعن أي قضية يمكن أن تدافعوا عنها إذا لم تنتزعوا حقوقكم بالقوة أولا ؟!!
لقد قال الشاعر محمد محمود الزبيري:
إن اللصوص وإن كانوا جبابرة
لهم قلوب من الأطفال تنهزم