رائحة الجمهورية في المخا
هنا يمكن لمن فقد شهية الرقص الثوري _ في ذكرى ٢٦ سبتمبر _ أن يرقص بلحن الأمس وبلون الغد وبدهشة النصر المرسومة بريشة الجبل في جبهة البحر.
ليلة تقاس بالبطولة كان الضباط الأحرار يحشون بنادقهم بالنار والبارود وقلوبهم بالإيمان الذي قوض حكم السلالة وأنهى طغيان نطفة المجوس القذرة ..
إنه سبتمبر .. خاصة هذه الجمهورية وتأريخ البداية الثانية لوطن أول كان وسيبقى رغما عن الكهنوت اليمن الكبير واللامستورد ، يمن ما قبل جدهم الألف،بل المليون ، نعم نعم نعم ، سبتمبر يعني هذه الليلة ، وهذه الشعلة، وهذه الوحدة رغم كل الخلافات حول شعلة تمثلهم وتعبر عن كل أحلامهم.
أحلامنا نحن الشباب
أحلام الكهول لأحفادهم والأبناء لأولادهم وحلم الجميع من أجل االجميع بوطن خالٍ من السلالية المقيتة، يترجم شهية اليمني للجري خلف الأمنيات ويرتب خطى الانبعاث الجديد لشعب كل ملايينه تنشد التوحد الجبار والسير مسير الثوار الأحرار كما ساروا أول مرة لننتصر كما انتصروا اول مرة ولنعيد تجسيد الثورة بثورة ، والمعركة بمعركة،فالحرب هي الطريقة المثلى للسلام ، الحرب تعني السلام.
كل هذه الحقائق تعالت اليوم وأنا أشاركهم في المخا مراسم إيقاد شعلة الجمهورية، ونحن الكثرة نستلهم قدرة القلة الذين غلبوا طغيان الظلام عام ٦٢ وحققوا أمجد ثورة على هذه الأرض، وبجدوا الجغرافيا بلغة الحرية وأسسوا دنيا الانعتاق من الظلام إلى النور، وأخرجونا من دلهمات الكهوف إلى فساحة العالم، وها نحن وإن كان للزمن فينا محنة نستلهم بهذه المناسبة الخالدة صورة مثلى للفداء؛ لنكرر ما بدأوه بشروط الميقات الحالي.
لكن الشيء الأهم فيما نحن نوقد الشعلة،في المخا، كان علي عبدالله صالح حاضرا في المكان ، صورته ترتب المكان وروحه تطوف المكان والمكان كله نسخة عن صالح ، روح ٢ ديسمبر تتوحد مع سبتمبر وقد عاهد الجميع بكلمة العهد الملقية في الحفل العميد طارق عهد الرجال لقادتهم ، عهد الجماهير للجمهورية ، عهد الحياة بموت الكهنوت ، عهد سبتمبر وديسمبر فأين ستهرب يا سيئ الكهف؟
أين ستهرب يا سيئ الكهف من هذه الملايين التي تحتفل على جثة جدك يحيى وولده أحمد ولا تكاد تذكر البدر وما هو ببدر لأن الأحرار حالوا بينه وبين وشاح الطغيان وكانوا ٢٦ سبتمبر ، أين ستفر من هؤلاء يا من وجدت لتمت تحت بيادات الرجال، وليس بنادقهم، ربما لست لائقا برصاصة جمهوري وبأنملة مكرم ، بل حذاء فقط.