أطفال اليمن يدفعون ثمن نكبة 21 سبتمبر
تأثر جميع السكان في اليمن بشدة، من انقلاب ميليشيا الحوثي، إلا أن الأطفال يتحملون الوطأة الأشد لهذه الكنبة، حيث انعكست تداعيات الحرب التي أشعلتها المليشيا على الطفولة بشكل كارثي لاسيما في الجانبين الصحي والتعليمي.
وفي الوقت الذي سجل مشروع بيانات اليمن أكثر من 17 ألفاً و500 حالة وفاة منذ بداية عام 2015، تؤكد تقارير المنظمات الدولية، أن الحرب المستمرة منذ أكثر من خمس سنوات، جعلت ما يزيد عن 12 مليون قاصر بحاجة ماسة إلى شكل من أشكال المساعدات الإنسانية.
ويخشى الخبراء أن يكون لظروف اليمن العنيفة والفقيرة تأثير شديد على الصحة العقلية، وما يترتب على ذلك من مستقبل لأطفال البلاد.
انهارت الأنظمة الصحة نتيجة الانقلاب الحوثي على الدولة وتقويض مؤسساتها وأنظمتها، مما تترك أكثر من 10 ملايين طفل يمني غير قادرين على الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية، والتي تعد ذات أهمية كبيرة في سنوات تكوين الفرد؛ إلى جانب قضايا أخرى مثل الجوع وتفشي الكوليرا والحصبة وحمى الضنك وعودة مرض شلل الطفال.
وتفيد منظمة اليونيسف أنه بحلول نهاية عام 2020، يمكن أن يرتفع عدد الأطفال اليمنيين الذين يعانون من سوء التغذية بنسبة 20 في المائة، مما يدفع 2.4 مليون طفل إلى حافة المجاعة. ومشيرة في الوقت نفسه إلى خمسة ملايين تحت سن الخامسة لن يحصلوا على لقاحات ضد الأمراض الفتاكة.
نظام آخر مهم لتنمية الأطفال بشكل عام هو نظام التعليم، يعاني أيضاً استهدافا متعمدا من قبل ميليشيا الحوثي التي دمرت النظم والبنية التحتية التعليمية، وعسكرت المدارس، إضافة إلى امتناعها عن دفع رواتب المعلمين منذ سنوات، كما رفعت أسعار رسوم التعليم وخصخصت المدارس الحكومية وانعكس ذلك على الأطفال حيث لا يزال ما يقرب من 4 ملايين منهم خارج المدرسة.
ومع استمرار الحرب والعنف الذي تمارسه مليشيا الحوثي منذ مارس 2015م يعاني الأطفال من مشكلات نفسية عديدة، فوفقاً لدراسة حديثة أجرتها منظمة "أنقذوا الأطفال" مستطلعة آراء أكثر من 1250 من الأطفال والأوصياء في اليمن، قال 50٪ من الأطفال إنهم يعانون من مشاعر الاكتئاب.
الدراسة ذاتها نقلت عن 20٪ من الأطفال إنهم يعيشون في خوف شديد علاوة على مشاعر الحزن، فيما أكد الآباء ومقدمو الرعاية هذه الإحصائية المستطلعة آراؤهم، أن أطفالهم تعرضوا لحوادث متزايدة من الكوابيس والتبول اللاإرادي.
لم يقتصر جرائم وانتهاكات مليشيا الحوثي بحق الطفولة في اليمن عند هذا الحد، فقد جندت الأطفال واستخدمتهم في أعمال عدائية، بعد تلقينهم محاضرات "ملازم" مؤسس ميليشيا الحوثيين في المدارس والمخيمات التي تقيمها صيفاً.
وأظهرت نتائج تقرير الخبراء المدعومون من الأمم المتحدة أدلة على قيام ميليشيا الحوثي، بتجنيد صبية لا تتجاوز أعمارهم 7 سنوات من المدارس والمناطق الحضرية الفقيرة ومراكز الاحتجاز من خلال الحوافز المالية والاختطاف والتجنيد من قبل أقرانهم والتلقين العقائدي.