كشف تحقيق لصحيفة ألمانية استند إلى مصادر استخباراتية أن الحزب استورد شحنة من نترات الأمونيوم من إيران في نفس العام الذي وصلت فيه شحنة الموت إلى مرفأ بيروت.
 
تحقيق صحيفة "فيلت" الألمانية لم يربط مباشرة بين الشحنات التي استوردها الحزب، وبين الشحنة التي دمرت جزءا كبيرا من العاصمة اللبنانية وقتلت العشرات وشردت آلاف اللبنانيين من بيوتهم، لكنه أثبت أن الحزب يستورد نترات الأمونيوم ويستخدمها في عملياته.
 
وأشعل تقرير استيراد حزب لله لهذه المادة الخطيرة في نفس العام الذي وصلت فيه شحنة أخرى إلى مرفأ العاصمة الشبهات التي كانت تحاصر أصلا حزب الله ومسلحيه، حسب مراقبين.
 
المحلل السياسي اللبناني، لقمان سليم قال إن "ما نشرته الصحيفة الألمانية ... يؤكد ما ذهب إليه اللبنانيون واللبنانيات منذ اللحظات الأولى لجريمة المرفأ من شكوك وتوجسات ذات صلة بميليشيا حزب الله ومُشَغلها، أعني النظام الإيراني، في هذه الجريمة". 
 
وقالت الصحيفة إن المعلومات الاستخباراتية أكدت أن حزب الله تلقى 3 شحنات من "نترات الأمونيوم"، وكان المسؤول عن تسليمها قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني.
 
وأضاف سليم في حديثه لموقع الحرة "بطبيعة الحال، هذه الجريمة ليست الأولى في سجل هذه الميليشيا ولكن المهم أن تكون الأخيرة أو على الأقل إحدى الجرائم الأخيرة".
 
ويتلقى حزب الله دعمه من طهران باعتباره أحد أهم الأذرع الإيرانية في المنطقة، في الوقت الذي تشير المعلومات إلى أن عمليات التسليم جميعها تمت عبر الدائرة اللوجستية لفيلق القدس. 
 
وبالنسبة لسليم فإن " من أوجب الواجبات، علاوة على إثبات مسؤولية الحزب عن استيراد هذه المواد القاتلة، تعقب كل أولئك الذين وفروا له الغطاء السياسي والأمني والمالي في السنوات الماضية وكل الذين ما يزالون يوفرون له هذا الغطاء".
 
ويتابع "ما كان للميليشيا أن تبسط سيطرتها لولا ما حظيت به من تواطؤ. ولاجتثاث الشر من جذوره لا بأس من المباشرة بمحاصرته وبمحاصرة من يتوارى وراءهم، مهما علت مراتبهم".
 
ويقول خبراء إن هناك سببين محتملين وراء قيام الحزب، بتخزين مادة "نترات الأمونيوم"، الأول لاستخدامها في معاركه الخارجية، أو ربما لعمليات اغتيال داخلية.
 
ويقول رئيس منظمة جوستيسيا الحقوقية وأستاذ القانون الدولي بول مرقص، في حديث لموقع الحرة، إن التقرير لا يمكن أن يثير اتهامات ضد الحزب في لبنان، ولكن دولياً هذا يتحدّد تبعاً لمجلس الأمن إذا اعتبر أن ذلك جاداً و"يهدّد السلم والأمن الدوليين" على اعتباره المعيار للتحرك باتجاه قرارات يصدرها أو بعثة تقصي حقائق أو لجان التحقيق.
 
وشدد سليم على أن التحقيق في هذه الجريمة يجب أن لا يترك للأجهزة الأمنية اللبنانية ولا للقضاء اللبناني. "ليس للمتواطئ أو للساكت عن جريمة أن يحقق فيها" بحسب تعبيره.
 
وتسبب انفجار بيروت بخسائر ضخمة في الأروح والممتلكات وقضى بشكل شبه كامل على المرفأ.
 
كما أشعل غضبا كبيرا في لبنان نزل معه الآلاف إلى الشارع محمّلين المسؤولين على كل المستويات مسؤولية ما حصل نتيجة الإهمال والفساد والتقصير.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية