من المقزز والمقرف والمثير للغثيان أن تأتي كائنات طفيلية من مستنقعات الحماقة والسخافة والفساد في كل أشيائها وأفعالها لتعتلي منبر الطهر بروائحها المنتنة تتحدث عن أوجه قبيحة بينما يترفع القبح ذاته عن سفالات قذارتها. هذا هو حال الكائنات الحوثية المتحوصلة في بِرك النقص عندما تسعى بائسة إلى إرجاع أسباب بعض خراب في بعض مشروعات عامة إلى عهد سياسي كان هو الفترة الذهبية للتنمية في مجالاتها المختلفة حتى هذه اللحظة من عمر البلد الحديث والمعاصر.
 
كائنات غارقة في الدماء والدمار شغّلت وسائل إعلام مولتها من عرق اليمنيين وشقائهم لتنال من نظام سياسي جمهوري قاد معظم مسيرته الظافرة رغم أنف البلهارسيا الإيرانية الرئيس الشهيد علي عبدالله صالح، محملة عهده جرف سيول هادرة لبضع كيلومترات من الطرقات الإسفلتية من بين أكثر من 15 ألف كيلومتر، وانهيار حاجز مائي من بين ما يزيد على 1300 سد وحاجز.
 
لسنا بصدد استعراض المسيرة التنموية للعهد الجمهوري مقارنة بنفس فترة قضاها العهد الإمامي عقب خروج الاحتلال التركي، ولا طرح أرقام الطفرة التنموية المتحققة في عهد الرئيس الشهيد، وإنما نشير إشارة عابرة إلى أن كائنات ما قبل التاريخ تكتنفها العورات حتى صارت كلها عورة من قمة رأسها- إن كان لها رأس- إلى أخمص قدمها.
 
كان باستطاعة كائنات التخلف أن تقدم، ولو في ناحية من النواحي، نموذجا أفضل مما سبق ثم لتلعن الأولين والآخرين بكل ما أوتيت من ألفاظ البذاءة، ولتبنِ لنفسها مشروعية شعبية حقيقية تعوض جريمة انقلابها، ليس على السلطة فحسب، بل وعلى خيارات اليمنيين ومكتسباتهم، وذلك بدلا من الهرطقة ومحاولات الاصطياد الفاشل لأخطاء تستحيل فضائل لدى مقارنتها بحسنات الكائنات الحوثية، إن زعمنا أن لها حسنات.
 
دودة طفيلية أدخلت اليمن في بحر من الدماء والخراب منذ العام 2004، ولما قبضت على مقاليد السلطة أهلكت الحرث والنسل فصادرت مرتبات يعتمد عليها بشكل مباشر ثمانية ملايين يمني غير ملايين أخرى تستفيد منها بصورة غير مباشرة، ورمت بملايين الناس في مأساة النزوح، وأصبح المواطن اليمني، في عهدها الملعون، الأفقر في العالم وصارت فرحته الكبرى مرتبطة بحصوله على سلة غذائية من فتات المساعدات والتبرعات من شعوب الأرض، وتكتمل سعادته بقنينة غاز منزلي ينالها مع جرعات لا تنتهي من الإذلال، والكثير الكثير مما يمكن أن يقال عن جراد أكلت الأخضر واليابس وجرذان تقضم كل شيء في طريقها.
 
مجهريات "قوة القوة" تتشدق بـ"هو الله" في كل شاردة وواردة تخدمها فيما الأمطار والسيول من فعل " النظام العفاشي" مستغفلين الخانعين من الجهلاء لخطابها السياسي والإعلامي، الذين تسْكرهم عن حقيقة أن أقوى الأنظمة في العالم وأغناها تقف صاغرة أمام جبروت الطبيعة، وتعميهم عن حقيقة أننا حتى إن تغافلنا عن ندرة ما انهار جراء السيول من المنشآت العامة بالنسبة إلى كثرة كاثرة تقترب من المئة بالمئة صمدت، فلا نظن أن آلاف المنشآت الخاصة التي دمرتها السيول والأمطار والأضرار التي طالت مدنا تاريخية من صنع ومناقصات " النظام السابق".
 
ما حدث أن الطفيليات الحوثية كسلطة أمر واقع فضلت احتفاظ جيوبها بأموال الدولة واليمنيين المنهوبة تحت عشرات اليافطات الجبائية على أن تساعد المواطنين في محنة السيول، وبشكل دائم، على إنفاق بعضها في عمليات صيانة للبنية التحتية والمشروعات العامة ولو بردم حفرة أو تغيير زجاج نافذة مكسور، فشغلها الشاغل صيانة جيوب وكروش أتباعها وإسقاط نقصها المزري على غيرها، وليذهب الشعب إلى الجحيم.
 
 الواقع أن التعاطي الحوثي مع كارثة السيول لا يعد إلا عرضا من بين عشرات الأعراض لعقدة نقص دفعتها إلى التخلص من جيناتها الأخلاقية الوضيعة والفاسدة إلى ادعاء الانتساب للنبي ومحاولة إقناع الناس باصطفائها الإلهي، ولا غرابة لهكذا طفيليات مريضة تدعي على الله والنبي بالباطل أن تقول في غيرهما ما لم يقل مالك في الخمر.

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية