كلما قلنا ننظر إلى الأمام ونتخف من أحمال الصراعات والتخندقات يطلع علينا عميق آخر من حق امس بس قده من عميقي بكرة كمان. اللي عفنوا الأمس مش سايبين لنا حالنا ورايحين يجيفوا ببكرة وينصبوا ذواتهم أصناما من فحم على مداخل الغد.
 
مصطفى راجح هو مثال جيد/ سيء؛ على نوعية من كهنة الكراهية وحراس الجهالة. يجيد تقمص دور المنظر المحاضر المنبجس، لكن الفجور في الفراغ إلا من مشروع عداء شخصي وكراهية سوداء تجاه شخص الرئيس السابق ينزع عنه مسحة المثقف ويخلف كائنا سياسيا حقودا يختصر كل أولئك الذين قوضوا البلد والدولة وكل مشروعهم الوحيد هو العداء الشخصي لصالح.
 
ولما ذهب وترجل ورحل صالح باسقا شامخا واثقا مقبلا غير مدبر ولا فرار ولا هياب، فقدوا عملهم ومشروعهم النضالي والثوري ومصدر دخلهم وعيشهم، فتراهم يتشددون أكثر وأسوأ في الحفاظ على ذات النهج والتوجه والحقد والنزوع العدائي وكهانة الكراهية، متعلقين بغبار أحذية رئيس سابق ثم رئيس شهيد.
 
برأي راجح أن اليمنيين الذين يتذكرون فضائل دولة وعهد صالح يعملون مع مؤامرة خارجية لقنتهم محبة رئيس دولة الاستقرار والأمن والسلام.  ويصدمك جدا عندما تقرأ تعليقات النخبويين ذاتهم تمارس نفس الغواية والهواية في تبييض فحم الموقد وامتداح هراء يجيب الطرش.
 
الصرفة من تركيا والتخوين والادانات لليمنيين ولشعب يفتقد نفسه وحياته ودولته. يسميها راجح مؤامرة تبييض سجل النظام السابق. الشعب متورط في مؤامرة الحنين لدولة ونظام وبلاد وصالح. 
 
لكأنها لعنة صالح لا غير تلبست راجح ورهطه ولن تفلتهم.
 
يا لفجاجة هذه الجرأة في تسفيه وتحقير أمة من اليمنيين وسلبهم حقهم في التعبير عن انفسهم بمعزل عن كهنة المعبد وكتبة الطلاسم والشعبذات المطلفسين بذخيرة الفراغ النخبوي المليان.
قلت في تعليق عليه هذه نظرية وقحة. 
 
في الواقع بودي ان لا أكون محايدا معه ومتلطفا وإيجابيا لهذا الحد.
 
لكن أكره ان أعود وأعاود  سيرة التخندق الذي كان، فالواقع اسوأ من ان نفلت منه حتى إلى رحابة ضيق تلك الأيام.
 
لكننا على كل حال باقون ما بقوا ولم نكسر أقلامنا ولن نفعل.
 
*نقلا عن صفحة الكاتب بفيس بوك

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية