مصنع ألغام بصعدة وورشة طيران مسير بالحديدة.. باحث عسكري يكشف دور الإيرانيين واللبنانيين في دعم الحوثيين
قدمت إيران و"حزب الله" اللبناني دعماً عسكرياً وتقنياً وفنياً لميليشيا الحوثي، على مدى السنوات العشر الماضية، حتى أصبحت الميليشيا أداة قتل مدمر للإنسانية، وخطراً على اليمن والدول المجاورة والأمن القومي العربي والدولي.
ووفقاً للتقارير العسكرية والاستخباراتية، المحلية والدولية، لم يقتصر دعم إيران وحزب الله اللبناني على تدريب وتسليح الميليشيا وتقديم الدعم المالي، بل زوداها بالتكنولوجيا والخبراء والمستشارين لإنتاج الألغام بكل أنواعها، والصواريخ البالستية، والطائرات بدون طيار.
يشير ميزان الأدلة المتراكم بقوة إلى أن إيران وحزب الله اللبناني طوروا بعثات استشارية عسكرية وتقنية قوية في اليمن منذ عام 2014.
وفقًا للقادة اليمنيين الموجودين في صنعاء بين عامي 2014 و2017، انحصر مستشارو الحرس الثوري الإيراني على صنعاء وعلى موقع بناء صواريخ في صعدة.
وقال الباحث مايكل نايتس في كتابه" آلة حرب الحوثيين: من حرب العصابات إلى أسر الدولة" كان هؤلاء المستشارون "مثل الماس للحوثيين" و "تم وضعهم في أماكن آمنة للمساعدة في تقديم إرشادات وإرشادات تشغيلية واستراتيجية حول التكتيكات والإجراءات".
وأضاف، أما عناصر حزب الله اللبناني، فكانوا أكثر عددا ولم يتم وضعهم في صنعاء وصعدة فحسب، بل أجيز لهم التقدم إلى الأمام وصولا إلى مراكز القيادة ومواقع الدفاع الساحلي في البحر الأحمر.
وأشار نايتس، المتخصص في الشؤون العسكرية والأمنية للعراق وإيران ودول الخليج، قدم حزب الله، أيضاً التوجيه والتدريب في تكتيكات المشاة، وعمليات إطلاق الصواريخ الموّجهة المضادة للدبابات، وحرب الألغام.
ومنذ عام 2014، تم إنشاء عدد من الصناعات العسكرية الصغيرة لدعم الجهود الحربية للحوثيين وتعزيز قدرات إعادة الاستخدام والإنتاج المحلي إلى أقصى حد، من أجل تقليل تأثير حظر الأسلحة الدولي المفروض على الميليشيا الحوثية.
وأوضح نايتس الذي استمد معلوماته من قادة سياسيين وعسكريين يمنيين حاضرين بصنعاء في 2014-2017، أنه تم بناء منشأة لإنتاج الألغام الأرضية في صعدة بقدرة إنتاج تساوي 20 طنا من الألغام يوميا ليتم إرسالها إلى مراكز التوزيع في صنعاء والحديدة وذمار.
وكشف المؤلف أن بعض من أجريت معهم المقابلات اجتمعوا مع مستشارين من الحرس الثوري في صنعاء عام 2014، وأكدوا أنه تم إقامة منشأة في صنعاء لإنتاج العبوات الناسفة الخارقة، ونُقل مركز لبناء الصواريخ من صنعاء إلى صعدة. وفي الحديدة، تعمل ورشة للطائرات بدون طيار، بالاعتماد على توريد لفائف من الألياف الزجاجية لصنع هياكل الطائرات.